للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحديث أبي هريرة في إسناده سعيد بن سلام العطار (١)، قال أحمد: كذّاب. وقد تقدم ما يشهد له (٢) في صلاة العيد.

قوله: (إنا نلقى العدوّ غدًا) لعلَّه عرف ذلك بخبرٍ، أو بقرينة.

قوله: (وليس معنا مُدى) (٣) بضم الميم مخفف مقصور جمع مدية بسكون الدال بعدها تحتانية؛ وهي السكين سميت بذلك لأنها تقطع مدى الحيوان، أي: عمره، والرابط بين قوله: "نلقى العدوّ وليس معنا مدى"، يحتمل أن يكون مراده أنهم إذا لقوا العدوّ صاروا بصدد أن يغنموا منهم ما يذبحونه، ويحتمل أن يكون مراده أنهم يحتاجون إلى ذبح ما يأكلونه ليتقووا به على العدوّ إذا لقوه.

قوله: (ما أنهر الدم) (٤) أي: أسأله، وصبَّه بكثرةٍ: شبهه بجري الماء في النهر.

قال عياض (٥): هذا هو المشهور في الروايات بالراء، وذكره أبو ذرّ بالزاي وقال: النهز بمعنى الدفع وهو غريب، و (ما) موصولة في موضع رفع بالابتداء، وخبرها: فكلوا، والتقدير: ما أنهر الدم فهو حلال، فكلوا.

ويحتمل أن تكون شرطية. ووقع في رواية إسحاق عن الثوري: "كلُّ ما أنهر الدم ذكاة" (٦)، و (ما) في هذا موصوفة.

قوله: (وذكر اسم الله عليه) فيه دليل على اشتراط التسمية: لأنَّه علق الإذن بمجموع الأمرين وهما: الإِنهار والتسمية، والمعلق على شيئين لا يكتفي فيه إلا باجتماعهما وينتفي بانتفاء أحدهما، وقد تقدم الكلام على ذلك.

قوله: (وسأحدثكم) اختلف في هذا: هل هو من جملة المرفوع أو مدرج؟.


(١) تقدم الكلام عليه في التعليقة السابقة.
(٢) قلت: والحديث الصحيح في هذا الباب حديث شداد بن أوس عند مسلم رقم (٥٧/ ١٩٥٥) ولفظه: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، فليرُح ذبيحته".
(٣) النهاية (٢/ ٦٤٣).
(٤) النهاية (٢/ ٨١٠) والفائق (٤/ ٣٣) وغريب الحديث للهروي (٢/ ٥٥).
(٥) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٤١٦).
(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج ٤ رقم ٤٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>