للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لنا الميتة قال: "ما طعامكم؟ " قلنا: نغتبق، ونصطبح. قال أبو نعيم وهو الفضل بن دكين: فسره لي عقبة: قدحٌ غدوة، وقدحٌ عشيَّة، قال: "ذاك - وأبي - الجوع"، فأحلّ لهم الميتة على هذه الحال.

قال أبو داود (١): الغبوق من آخر النهار، والصبوح من [أول النهار] (٢).

وفي إسناده عقبة بن وهب العامري. قال يحيى بن معين: صالح. وقال عليّ بن المديني: قلت لسفيان بن عيينة: عقبة بن وهب، فقال: ما كان ذاك فيدري ما هذا الأمر ولا كان شأنه الحديث (٣). انتهى.

قوله: (إذا لم تصطبحوا ولم تغتبقوا) قال ابن رسلان في شرح السنن الاصطباح هاهنا أكل الصبوح، وهو الغداء، والغبوق: أكل العشاء. انتهى.

وقد تقدم تفسير الصبوح والغبوق وهما بفتح أولهما، والأوّل شرب اللبن أول النهار، والثاني شرب اللبن آخر النهار، ثم استعملا في الأكل للغداء والعشاء، وعليهما يحمل ما في حديث أبي واقد الليثي المذكور.

ولعلَّ المراد بهما في حديث الفجيع: مجرَّد شرب اللبن؛ لأنَّه لو كان المراد بهما: أكل الطعام في الوقتين لم يصحَّ ما في آخر الحديث، وهو قوله: "ذاك - وأبي - الجوع " إذ لا جوع حينئذٍ.

قوله: (ولم تَحْتَفِئُوا بها بقلًا) بفتح المثناتين من فوق، بينهما حاء مهملة، وبعدهما فاءٌ مكسورة، ثم همزة مضمومة، من الحفاء (٤)، وهو البُردي، بضمّ الموحدة: نوع من جيد التمر. وضعَّفه بعضهم بأن البُردي ليس من البقول.

قال أبو عبيد (٥): هو أصل البُردي الأبيض الرطب وقد يؤكل.


= ما كان ذاك يدري ما هذا الأمر. ولا كان من شأنه، يعني الحديث. اهـ.
وخلاصة القول: أن إسناده ضعيف، والله أعلم.
(١) في سننه (٤/ ١٦٨).
وانظر: "النهاية" (٢/ ٢٨٧) و "المختصر" للمنذري (٥/ ٣٢٧).
(٢) في المخطوط (ب): (أوله).
(٣) حكاه المنذري في "المختصر (٥/ ٣٢٧) كما تقدم آنفًا.
(٤) النهاية (١/ ٤٠١) والفائق (١/ ٢٩٤).
(٥) في غريب الحديث له (١/ ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>