للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (من أثوار أقط) الأثوار جمع ثور: وهي القِطعة من الأقِط، وهي المثلثة. والأقط: لَبَن جامد مُسْتَحْجِر (١)، وهو مما مسته النار.

قوله: (يتوضأ على المسجد)، استدل به على جواز الوضوء في المسجد.

نقل ابن المنذر (٢) إجماع العلماء على جوازه ما لم يؤذ به أحدًا.

والأحاديث تدل على وجوب الوضوء مما مسته النار.

وقد اختلف الناس في ذلك فذهب جماعة من الصحابة منهم الخلفاء الأربعة (٣)،


(١) النهاية لابن الأثير (١/ ٢٢٨).
(٢) ذكره النووي في "شرح مسلم" (٤/ ٤٤).
(٣) • أخرج أبو يعلى في "المسند" (١/ ٣٢ - ٣٣ رقم ٢٤) والبزار رقم (٢٩٢ - كشف) عن أبي بكر الصديق: "أن النبي نَهَسَ كَتِفًا، ثم صلى ولم يتوضأ"، إسناده ضعيف.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٥١) وقال: "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه حسام بن مصك، وقد أجمعوا على ضعفه".
قلت: إسناده ضعيف ولكن المتن صحيح، فقد أخرج البخاري رقم (٢٠٧) ومسلم رقم (٣٥٤) وأبو داود رقم (١٨٧) والنسائي (١/ ١٠٨) ومالك في "الموطأ" (١/ ٢٥). عن ابن عباس، أن رسول الله أكل كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ".
• وأخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٦٧ - ٦٨) من طرق كثيرة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٥٧) عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق : "أنّه أكل مع رسول الله لحمًا فصلّى ولم يتوضأ". وفي بعض طرقه زيادة عمر أيضًا.
• أخرج أحمد (١/ ٦٢) والبزار (١/ ١٥٢ رقم ٢٩٤).
عن عثمان: "أنه رأى رسول الله أكل خبزًا ولحمًا ثم صلى ولم يتوضأ"، قال البزار: علته إسحاق بن عبد الله. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٥١) ورجال أحمد ثقات".
• أخرج أبو يعلى في "المسند" (١/ ٣٩٤ رقم ٢٥٢/ ٥١٢) بسند حسن، عن علي بن أبي طالب قال: "كان رسولُ الله يأكل الثَّريدَ، ويشربُ اللبنَ، ويصلي ولا يتوضَّأ".
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٥١) وقال: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد الأعلى بن عامر، ضعفه أحمد، وأبو حاتم، وقال ابن عدي: حدث عنه الثقات. وبقية رجاله رجال الصحيح" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>