للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعلة في ذلك: ما في الحديث من كون البركة تنزل في وسط الطعام.

قوله: (تطيش) بكسر الطاء، وبعدها مثناة تحتية ساكنة؛ أي: تتحرّك، وتمتدّ إلى نواحي الصحفة، ولا تقتصر على موضع واحدٍ.

قال النووي (١): والصحفة دون القصعة: وهي ما تسع ما يشبع خمسة، والقصعة تشبع عشرة، كذا قاله الكسائي فيما حكاه الجوهري (٢) وغيره عنه.

وقيل: الصحفة كالقصعة، وجمعها: صحاف.

قال النووي (٣) أيضًا: وفي هذا الحديث ثلاث سنن من سنن الأكل وهي: التسمية، والأكل [باليمين] (٤)، وقد سبق بيانهما.

والثالثة: الأكل مما يليه؛ لأنَّ أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءةٍ قد يتقذّره صاحبه، لا سيما في الأمراق وشبهها.

وهذا في الثريد والأمراق وشبههما، فإن كان تمرًا وأجناسًا فقد نقلوا إباحة اختلاف الأيدي في الطبق ونحوه، والذي ينبغي تعميم النهي حملًا للنهي على عمومه حتى يثبت دليل مخصص، والله أعلم.

قوله: (أما أنا فلا آكل متكئًا)، سبب هذا الحديث قصة الأعرابي المذكور في حديث عبد الله بن بسر عند ابن ماجه (٥) والطبراني (٦) بإسناد حسن قال: "أهديت للنبيّ شاة فجثى على ركبتيه يأكل، فقال له أعرابيّ: ما هذه الجلسة؟ فقال: إن الله جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا".

قال ابن بطال (٧): إنما فعل النبيّ ذلك تواضعًا لله، ثم ذكر من طريق أيوب عن الزهري قال: "أتى النبيّ ملك لم يأته قبلها فقال: إن ربك يخيرك


(١) في شرحه لصحيح مسلم (١٣/ ١٩٣).
(٢) في "الصحاح" (٣/ ١٣٨٤).
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (١٣/ ١٩٣).
(٤) في المخطوط (أ): باليمنى.
(٥) في سننه رقم (٣٢٦٣).
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٣/ ٧٣): "هذا إسناد صحيح روى أبو داود بعضه من حديث عبد الله بن بسر أيضًا". اهـ.
(٦) والطبراني في المعجم الكبير بإسناد حسن كما في الفتح (٩/ ٥٤١).
(٧) في شرحه لصحيح البخاري (٩/ ٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>