للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النقرس والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر، ومحلّ ذلك كله إذا كان عن دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه.

والحجامة على المعدة تنفع الأمعاء وفساد الحيض. انتهى.

قال أهل العلم بالفصد (١): فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد، والطحال، والرئة، ومن الشوصة، وذات الجنب، وسائر الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك.

وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويًا، ولا سيما إن كان قد فسد.

وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة إذا كثر الدم أو فسد، وفصد الودجين لوجع الطحال والربو [ووجع الجنبين] (٢).

قال أهل المعرفة (٣): إن المخاطب بأحاديث الحجامة غير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم.

وقد أخرج الطبري (٤) بسند صحيح عن ابن سيرين قال: إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم.

قال الطبري (٥): وذلك لأنه يصير من حينئذ في انتقاص من عمره وانحلال من قوّة جسده، فلا ينبغي أن يزيده وهنًا بإخراج الدم. انتهى. وهو محمول على من لم تتعين حاجته إليه وعلى من لم يعتده. وقد قال ابن سينا في أرجوزته (٦):

وَمَنْ يَكُنْ تعوَّدَ الفِصَادَهْ … فَلَا يَكُنْ يَقْطَعُ تِلْكَ العَادَهْ

ثم أشار إلى أنه يقلل ذلك بالتدريج إلى أن ينقطع جملة في عشر الثمانين.

وقال ابن سينا في أبيات أخرى:

وَوَفّر على الجسم الدماءَ فإنَّها … لِصِحَّةِ جِسم مِنْ أجلِّ الدَّعائمِ


(١) الفتح (١٠/ ١٥١) والقانون لابن سينا (١/ ٣٥٣).
وزاد المعاد (٤/ ٤٩ - ٥٠).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من المخطوط (ب).
(٣) في الفتح (١٠/ ١٥١) والقانون لابن سينا (١/ ٣٥٦).
(٤) كما في "الفتح" (١٠/ ١٥١).
(٥) في المرجع السابق.
(٦) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>