للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنه من أنواع الإِدام شيءٌ، وهو يغني عنها، بل ربما لا يصلح بعض الأدم إلا بالملح، فلما كان بهذا المحلِّ أطلق عليه اسم: السيّد، وإن لم يكن سيدًا بالنسبة إلى ذاته، لكونه خاليًا عن الحلاوة، والدسومة، ونحوهما.

قوله: (فوضع عليها تمرةً) فيه: أن وضع التمرة على الكسرة جائز ليس بمكروه، وإن كان البزار قد روى حديث: "أكرموا الخبز" (١) مع ما في الحديث من المقال، فمثل هذا لا ينافي الكرامة.

قوله: (هذه إدام هذه) فيه دليل: على أن الجوامد تكون إدامًا، كالجبن، والزيتون، والبيض، والتمر، وبهذا قال الشافعي (٢)، وقال أبو حنيفة (٣): ما لا يصطبغ به فليس بإدام؛ لأنَّ كل واحدٍ منهما يرفع إلى الفم منفردًا.

قوله: (سيد إدام أهل الدنيا … إلخ) فيه تصريح: بأنَّ اللحم حقيق بأن يطلق عليه اسم السيادة المطلقة في الدنيا والآخرة.

ولا جرم فهو بمنزلة لا يبلغها شيءٌ من الأدم كائنًا ما كان، فإطلاق السيادة عليه لذاته لا لمجرّد الاحتياج إليه كما تقدم في الملح.

قوله: (خبزة واحدة) بضم الخاء المعجمة، وسكون الموحدة، بعدها زاي: هي في أصل اللغة: الطُّلمة (٤)، والمراد بها هنا المصنوع من الطعام.

قال النووي (٥): معنى الحديث أن الله يجعل الأرض كالطلمة والرغيف


(١) في المسند (رقم ٢٨٧٧ - كشف).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٣٤): "رواه البزار والطبراني، وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي، ولم أعرفه، وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي. وهو ضعيف".
(٢) البيان للعمراني (١٠/ ٥٤١ - ٥٤٢).
والمهذب (٤/ ٥٠٤ - ٥٠٥).
(٣) البناية في شرح الهداية (٦/ ٩٤).
(٤) الطُّلْمة: خُبزَة تجعل المَلَّة، وهي: الرَّماد الحارُّ، وأصل الطَّلْم: الضرب ببسط الكفِّ.
الفائق للزمخشري (١/ ٤٧).
"المجموع المغيث" (٢/ ٣٦٥).
(٥) في شرحه لصحيح مسلم (١٧/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>