للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (لعمر الله) بفتح العين المهملة وسكون الميم: هو العمر بضم العين.

قال في النهاية (١): ولا يقال في القسم إلا بالفتح.

وقال الراغب (٢): العمر بالضم وبالفتح واحد ولكن خصّ الحلف بالثاني.

قال الشاعر (٣):

عَمْرُكَ الله كيفَ يَلْتَقِيَانِ

أي: سألت الله أن يطيل عمرك.

وقال أبو القاسم الزجاجي (٤): العمر: الحياة، فمن قال: لعمر الله، فكأنه قال: أحلف ببقاء الله، واللام للتوكيد والخبر محذوف: أي ما أقسم به.

ومن ثم قالت المالكية (٥) والحنفية (٦): تنعقد بها اليمين، لأن بقاء الله تعالى من صفة ذاته.

وعن الإمام مالك (٧): لا يعجبني الحالف بذلك.

وقد أخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: كانت يمين عثمان بن أبي العاص: لعمري.

وقال الإمام الشافعي (٨) وإسحاق: لا يكون يمينًا إلا بالنية؛ لأنَّه يطلق على العلم، وعلى الحقّ، وقد يراد بالعلم المعلوم، وبالحقّ ما أوجبه الله تعالى.

وعن أحمد (٩) كالمذهبين، والراجح عنه كالشافعي.


(١) النهاية (٢/ ٢٥٤).
(٢) في "مفردات ألفاظ القرآن" ص ٥٨٦.
(٣) هو عمر بن أبي ربيعة في الديوان ص ٥٠٣.
أيُّها المنكِحُ الثُريَّا سُهَيْلًا … عَمْرُكَ الله كيفَ يلتقيان
هي شاميةٌ إذا ما استقلَّت … وسُهيلُ إذا استقلَّ يماني
(٤) كذا في (أ)، (ب) وفي "الفتح" (١١/ ٥٤٧): أبو القاسم الزجاج وكذلك القول مذكور في "معاني القرآن وإعرابه" لأبي القاسم الزجاج (٣/ ١٨٣ - ١٨٤).
(٥) مدونة الفقه المالكي وأدلته (٢/ ٣٥٤).
(٦) بدائع الصنائع (٣/ ٦ - ٧) واختلاف العلماء للطحاوي (٣/ ٢٤١).
(٧) المدونة (٢/ ١٠٣).
(٨) البيان للعمراني (١٠/ ٥٠٥ - ٥٠٦).
(٩) المغني (١٣/ ٤٥٥ - ٤٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>