للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (ويظهر فيهم السِّمَن) (١) بكسر المهملة وفتح الميم بعدها نون، أي: يحبون التوسع في المآكل والمشارب، وهي أسباب السمن.

وقال ابن التين (٢): المراد ذمّ محبته وتعاطيه لا من يخلق كذلك.

وقيل: المراد يظهر فيهم كثرة المال.

وقيل: المراد أنهم يتسمنون (٣)، أي: يتكثرون بما ليس فيهم ويدّعون ما ليس لهم من الشرف.

قال في الفتح (٤): ويحتمل أن يكون جميع ذلك مرادًا، وقد ورد في لفظ من حديث عمران عند الترمذي (٥) بلفظ: "ثم يجيء قوم متسمنون ويحبون السمن".

قال الحافظ (٦): وهو ظاهر في تعاطي السمن على حقيقته، فهو أولى ما حمل عليه خبر الباب. وإنما كان ذلك مذمومًا، لأن السمين غالبًا يكون بليد الفهم ثقيلًا عن العبادة كما هو مشهور.

قوله: (ويشهدون ولا يستشهدون)، يحتمل أن يكون التحمل بدون تحميل، أو الأداء بدون طلب.

قال الحافظ (٧): والثاني أقرب.

وأحاديث الباب متعارضة. فحديث زيد بن خالد الجهني (٨) يدلّ على استحباب شهادة الشاهد قبل أن يستشهد.

وحديث عمران (٩)، وأبي هريرة (١٠)، يدلان على كراهة ذلك.

وقد اختلف أهل العلم في ذلك؛ فبعضهم جنح إلى الترجيح، فرجح ابن


(١) النهاية (١/ ٨٠٩).
(٢) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٥/ ٢٦٠).
(٣) النهاية (١/ ٨٠٩).
(٤) (٥/ ٢٦٠).
(٥) في سننه رقم (٢٢٢١).
وهو حديث صحيح.
(٦) في "الفتح" (٥/ ٢٦٠).
(٧) في "الفتح" (٥/ ٢٦٠).
(٨) تقدم برقم (٣٩٢٣) من كتابنا هذا.
(٩) تقدم برقم (٣٩٢٤) من كتابنا هذا.
(١٠) تقدم برقم (٣٩٢٥) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>