للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك المرأة ترغب إلى الرجل لذلك فمع ذلك يجد الشيطان السبيل إلى إثارة شهوة كل واحد منهما إلى الآخر فتقع المعصية.

قوله: (بحبوحة الجنة) قال في النهاية (١): بحبوحة الدار وسطها، يقال: بحبح: إذا تمكن وتوسط المنزل والمقام، والبحبوحة بمهملتين وموحدتين، والمراد أن لزوم الجماعة سبب الكون في بحبوحة الجنة، لأن يد الله مع الجماعة، ومن شذّ شذّ إلى النار" كما ثبت في الحديث (٢).

قوله: (من سرّته حسنته … إلخ) فيه دليل: على أن السرور لأجل الحسنة، والحزن لأجل السيئة، من خصال الإيمان، لأن من ليس من أهل الإيمان لا يبالي أحسن أم أساء، وأما من كان صحيح الإيمان خالص الدين فإنه لا يزال من سيئته في غمّ لعلمه بأنه مأخوذ بها محاسب عليها، ولا يزال من حسنته في سرور لأنه يعلم أنها مدخرة له في صحائفه فلا يزال حريصًا على ذلك حتى يوفقه الله ﷿ لحسن الخاتمة.

وإلى هنا انتهى الشرح الموسوم بـ "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار" [بقلم مؤلفه] (٣) الحقير أسير التقصير: "محمد بن علي بن محمد الشوكاني" غفر الله له ذنوبه، وستر عيوبه وتقبل أعماله، وأصلح أقواله وأفعاله، وختم له بخير ودفع عنه كل بؤس وضير.

وكان الفراغ في نهار الخميس في السابع والعشرين من أيام شهر الحجة الحرام سنة إحدى عشرة ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.


(١) في النهاية (١/ ١٠٥) وانظر: الفائق للزمخشري (١/ ٨١).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه رقم (٢١٦٧) وقال: وهذا حديث غريب.
قلت: فيه سليمان بن سفيان: ضعيف.
ولكن له شاهد عند الترمذي رقم (٢١٦٦) والحاكم (١/ ١١٦) بسند صحيح عن ابن عباس بلفظ: "لا يجمع الله أمتي على الضلالة أبدًا، ويد الله على الجماعة"، واللفظ للحاكم. وهو حديث صحيح.
وخلاصة القول: أن الحديث صحيح دون قوله: "ومن شذ شذ إلى النار".
(٣) في المخطوط (ب): (تأليف).

<<  <  ج: ص:  >  >>