للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الإِمام (١): "من يحمل رواية الحسن عن سمرة على الاتصال يصحح هذا الحديث، وهو مذهب علي بن المديني، كما نقله عنه البخاري والترمذي والحاكم وغيرهم، وقيل: لم يسمع منه إلا حديث العقيقة، وهو قول البزار وغيره (٢)، وقيل: لم يسمع منه شيئًا، وإنما يحدث من كتابه".

وروي من طريق الحسن عن أبي هريرة، أَخرجه البزار، وهو وهم كما قال الحافظ (٣).

وروي من طريق قتادة عن الحسن عن جابر. ومن طريق إبراهيم بن مهاجر عن الحسن عن أنس. قال الحافظ (٤): وهذا الاختلاف فيه على الحسن وعلى قتادة لا يضر لضعف من وهم فيه، والصواب كما قال الدارقطني عن قتادة (٥) عن الحسن (٦) عن سمرة.


= وقال الترمذي: حديث حسن.
قلت: فيه عنعنة الحسن. ولكن له شواهد تقوّيه من حديث أنس، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وجابر، وعبد الرحمن بن سمرة، وابن عباس.
انظر تخريجها في: "نصب الراية" (١/ ٩١ - ٩٣) وكتابنا: "إرشاد الأمة إلى فقه الكتاب والسنة" جزء الطهارة.
وخلاصة القول أن الحديث حسن بمجموع طرقه، والله أعلم.
(١) انظر: "الإمام في معرفة أحاديث الأحكام" (٣/ ٤٩ - ٥٠) و"التلخيص الحبير" (٢/ ٦٧).
(٢) النسائي في "السنن" (٣/ ٩٤).
(٣) في "التلخيص الحبير" (٢/ ٦٧).
(٤) في "التلخيص الحبير" (٢/ ٦٧).
(٥) قتادة هو ابن دعامة بن قتادة السدوسي، قال عنه في "التقريب" رقم (٥٥١٨): ثقة ثبت.
وقال عنه صاحب "الميزان" (٣/ ٣٨٥ رقم ٦٨٦٤): "حافظ ثقة ثبت لكنه مدلس ورمي بالقدر قاله يحيى بن معين. ومع هذا فاحتج به أصحاب الصحاح لا سيما إذا قال حدثنا".
وقال العلائي في "جامع التحصيل" ص ٣١٢ عن قتادة أنه مشهور بالتدليس، والخلاصة أنه لا يحتج إلا بما صرح فيه بالتحديث.
(٦) الحسن هو ابن أبي الحسن البصري، قال عنه الحافظ في "التقريب" رقم (١٢٢٧): ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرًا ويدلس …
وقال العلائي في "جامع التحصيل" ص ١٩٤: أنه مكثر من الإرسال.
وأما رواية الحسن عن سمرة بن جندب ففي صحيح البخاري سماعه منه لحديث العقيقة.
وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعند علي بن المديني أن كلها سماع وكذلك حكى الترمذي عن البخاري نحو هذا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>