للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج أبو داود (١) والترمذي (٢) من حديثها: "أنها قالت لنسوة دخلن عليها من نساء الشام: لعلكن من الكورة (٣) التي يدخل نساؤها الحمام؟ قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله يقول: مَا مِنْ امرأةٍ تخلع ثيابَها في غيرِ بيتِ زوجِهَا إلا هَتَكَت ما بينها وبين الله من حجاب"، وهو من حديث شُعبة عن منصُور عن سَالِم بن أبي الجَعد (٤) عن أبي المَليح عنها، وكلهم رجال الصحيح. وروي عن جرير عن سالم عنها، وكان سَالم يدلس ويرسل. وقال الترمذي (٥) بعد ذكر الحديث: حسن. وفي رواية للنسائي (٦) عن جابر: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام إلا من عذر"، هكذا بلفظ: "إلا من عذر" في الجامع (٧)، ولم يذكر هذا الاستثناء الترمذي، ولم يوجد الحديث في النسائي، ولعل ذلك في بعض النسخ.

قال العلامة محمد بن إبراهيم الوزير في بعض أجوبته: والظاهر أنه غلط، ولم يذكره الشريف أبو المحاسن (٨) في كتابه في الحمام، ولم يذكر الاستثناء في حديث جابر ولا عزاه إلى النسائي.

وقد رواه من حديث جابر (٩) بلفظ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل


(١) في "سننه"رقم (٤٠١٠).
(٢) في "سننه" رقم (٢٨٠٣) وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
قلت: وأخرجه ابن ماجه رقم (٣٧٥٠) والحاكم (٤/ ٢٨٩) وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
(٣) الكورة: بضم الكاف - المدينة والصقع، "لسان العرب" مادة: كور.
(٤) سالم بن أبي الجَعد: رافعٍ الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي: ثقة، وكان يرسل كثيرًا.
"التقريب" رقم (٢١٧٠) و"تهذيب التهذيب" (١/ ٦٧٤ - ٦٧٥).
وخلاصة القول أن حديث عائشة حديث صحيح، والله أعلم.
(٥) في "السنن" (٥/ ١١٤).
(٦) لم أجده في سنن النسائي الصغرى ولا الكبرى، والله أعلم.
(٧) أي في "جامع الأصول" لابن الأثير (٧/ ٣٤٠).
(٨) أبو المحاسن: هو محمد بن علي بن الحسن الحسيني الدمشقي، من حفاظ الحديث، ومن العلماء بالتاريخ (٧١٥ - ٧٦٥ هـ).
وكتابه المشار إليه اسمه: "الإلمام بآداب دخول الحمام".
(٩) وهو حديث حسن تقدم تخريجه آنفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>