للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما شريك الذي ضعفه أيضًا فرواه ابن ماجه (١) عن ابن عقيل من طريقه، وشريك مخرّج له في الصحيح (٢).

ومن جملة علل الحديث ما نقله أبو داود (٣) عن أحمد أنه قال: إن في الباب حديثين، وثالثًا في النفس منه شيء، ثم فسر أبو داود الثالث بأنه حديث حمنة؛ ويجاب عن ذلك بأن الترمذي (٤) قد نقل عن أحمد تصحيحه نصًا، وهو أولى مما ذكره أبو داود لأنَّه لم ينقل التعيين عن أحمد وإنما هو شيء وقع له ففسر به كلام أحمد، وعلى فرض أنه من كلام أحمد فيمكن أن يكون قد كان في نفسه من الحديث شيء ثم ظهرت له صحته.

قوله: (أنعتُ لكِ الكُرسفَ)، أي أصف لك القطن.

قوله: (فتلجَّمي)، قال في الصَّحاح (٥) والقاموس (٦): اللِّجام ما تشدّ به الحائض. قال الخليل: معناه افعلي فعلًا يمنع سيلان الدم واسترساله كما يمنع اللجام استرسال الدابة. وأما الاستثفار: فهو أن تشد فرجها بخرقة عريضة توثق طرفيها في حَقَبٍ (٧) تشده في وسطها بعد أن تحتشي كرسفًا فيمنع ذلك الدم. وقولها: "إنما أثجُّ ثجًّا"، الثجُّ: السيلان وقد استعمل في الحلب في الإناء، يقال: حلب فيه ثجًا، واستعمل مجازًا في الكلام، يقال للمتكلم مثجاج بكسر الميم.

قوله: (ركضة من [ركضات] (٨) الشيطان) أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها، وكأنه أراد الإضرار بالمرأة والأذى بمعنى أن الشيطان وجد بذلك سبيلًا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها بذلك عادتها، فصار في التقدير كأنه ركض بآلة.


(١) في "سننه" رقم (٦٢٧). وهو حديث حسن.
(٢) في صحيح مسلم.
(٣) انظر: سنن أبي داود (١/ ٢٠٢).
(٤) في "السنن" (١/ ٢٢٦).
وخلاصة القول أن حديث حمنة بنت جحش حديث حسن وقد صحَّحه أبو الأشبال في شرحه وتحقيقه لسنن الترمذي (١/ ٢٢٧) والألباني في "إرواء الغليل" رقم (١٨٨).
كما قد سبقهما الإمامان الجليلان البخاري وأحمد، والله أعلم.
(٥) للجوهري (٥/ ٢٠٢٧).
(٦) في "القاموس المحيط" (ص ١٤٩٣).
(٧) الحَقَبُ بالتحريك: الحزام الذي يلو حَقوَ البعير. "لسان العرب" (٣/ ٢٥٢).
(٨) زيادة من (أ) و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>