ومن ذلك صفة الكلام، فالله يتكلم متى شاء وإذا شاء، وهي من صفات الأفعال. وقد كفَّر السلف من تأوّل تلك الصفة على نحو تأويل المعتزلة. وغيرهم وقد حكى بعض تلك الأقوال البخاري في كتابه داخلق أفعال العباد" (ص ٢٩ - ٤٦) تحقيق د. عبد الرحمن عميرة، والإمام أحمد في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة" (ص ١٣٠ - ١٣٤)، تحقيق د. عبد الرحمن عميرة. (١) أخرج الطبراني في الأوسط رقم (١٢٣٥) والكبير رقم (٥٠٧٤) عن زيد بن أرقم ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من قال: لا إله إلا الله مخلصًا، دخل الجنّة"، قيل: وما إخلاصُهَا؟ قال: "أن تحجزَه عن محارم الله". إلّا أنه قال في "الكبير": قال رسول الله ﷺ: "إخلاصُه أن تحجُزَه عما حرَّمَ الله عليه". وإسناده ضعيف. وأورده الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٨) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، وهو وضاع. قال ابن عدي: له عن ثقات الناس بواطيل" اهـ. "ميزان الاعتدال" (٣/ ٦٢٥). والخلاصة فإن الحديث ضعيف، والله أعلم. • وأخرج مسلم في "صحيحه" رقم (٤٧/ ٢٩): من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا بلفظ: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، حرّم الله عليه النار". • وأخرج مسلم في "صحيحه" رقم (٥٢/ ٣١) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنّة". • وانظر الحديث برقم (١٦/ ٤٠٧) من كتابنا هذا. • أما شروط لا إله إلا الله التي استنبطها العلماء من الأدلّة، فقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي في الأبيات التالية: ١ - وبشروط سبعةٍ قد قُيِّدتْ … وفي نصوصِ الوَحْي حقًّا وردت ٢ - فإنه لم ينتفع قائلُها … بالنُّطْقِ إلَّا حيث يستكملها ٣ - العلمُ واليقينُ والقبولُ … والانقيادُ فادرِ ما أقول ٤ - والصدقُ والإخلاصُ والمحبّة … وفعل اللهُ لما أحبَّهُ ثم شرحها ﵀ في "معارج القبول" (٢/ ٥١٨ - ٥٢٨) بتحقيقي شرحًا وافيًا وذكر الأدلّة الدالّة عليها، فلتراجع هناك. (٢) زيادة من (جـ).