للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك فهو مردود فهذا العمل مردود، فالمقدمة الثانية ثابتة بهذا الدليل، وإنما يقع النزاع في الأولى، ومفهومه أن من عمل عملًا عليه أمر الشرع فهو صحيح، فلو اتفق أن يوجد حديث يكون مقدمة أولى في إثبات كل حكم شرعي ونفيه لاستقل الحديثان بجمع أدلة الشرع، لكن هذا الثاني لا يوجد، فإذن حديث الباب نصف أدلة الشرع اهـ.

٢٩/ ٥٤٢ - (وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِر [رضي الله تعالى عنهما] (١) قالَ: "أُهْدِيَ إلى رَسُولِ الله فَرُّوجُ حَرير فَلَبسَهُ، ثم صَلَّى فِيهِ، ثمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا عَنيفًا شدِيدًا كالْكارهِ لهُ، ثمَّ قالَ: "لَا يَنبَغِي هذا لِلْمُتَّقِينَ". مُتَّفَقٌ عليهِ) (٢). [صحيح]

قوله: (فَرُّوج) بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وآخره جيم هو القبا المفرّج (٣) من خلف، وحكى أبو زكريا التبريزي (٤) عن أبي العلاء المعري (٥) جواز ضم أُوله وتخفيف الراء.

قال الحافظ في الفتح (٦): والذي أَهداه هو أكيدر دومة (٧) كما صرح بذلك البخاري في اللباس.


(١) زيادة من (جـ).
(٢) أحمد في المسند (٤/ ١٤٩) والبخاري رقم (٣٧٥) ومسلم رقم (٢٠٧٥).
(٣) قال صاحب اللسان (٢/ ٣٤٤): والفَرُّوج بفتح الفاء: القَبَاءُ. وقيل: الفِرُّج: قباءٌ فيه شقٌّ من خلفه … " اهـ.
(٤) أبو زكريا التبريزي: هو المعروف بالخطيب التبريزي واسمه: يحيى بن علي بن محمد الشيباني من أئمة اللغة والأدب، وكان حجة في اللغة.
انظر: "شذرات الذهب" (٤/ ٥).
(٥) أبو العلاء المعري، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، عمي في الرابعة من عمره بسبب مرض الجدري، له مؤلفات كثيرة، والناس له بين مادح وذام (٣٦٣ هـ - ٤٤٩ هـ).
(٦) (١/ ٤٨٥).
(٧) هو أكيدر بن عبد الملك بن السَّكون، ملك دُومة الجندل الواقعة بين الشام والمدينة، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة: اختلاف أهل العلم في إسلامه، ثم قال: فالذي يظهر أنَّ أكيدر صالح على الجزية - كما قال ابن إسحاق -.
ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك - كما قال الواقدي - ثم ارتد بعد موت النبي مع من ارتدّ - كما قال البَلاذريّ - ومات على ذلك. والله أعلم.
أفاده الدكتور عبد الوهاب بن لطف الديلمي حفظه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>