للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج الطبراني (١) من حديث عبد الله بن ياسر قال: "بعث رسول الله علي بن أبي طالب [رضي الله تعالى عنه] (٢) إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال على كتفه اليسرى" وحسنه السيوطي.

وأخرج ابن سعد (٣) عن مولى يقال له هرمز قال: "رأيت عليًا عليه عمامة سوداء قد أرخاها من بين يديه ومن خلفه" قال ابن رسلان في شرح السنن عند ذكر حديث عبد الرحمن: وهي التي صارت شعار الصالحين المتمسكين بالسنة، يعني إرسال العمامة على الصدر. وقال: وفي الحديث النهي عن العمامة المقطعة بفتح القاف وتشديد العين المهملة، قال أبو عبيد في الغريب (٤): المقطعة التي لا ذؤابة لها ولا حنك. قيل: المقطعة عمامة إبليس، وقيل: عمامة أهل الذمة.

وورد النهي عن العمامة التي ليست محنكة ولا ذؤابة لها فالمحنكة من حنك الفرس إذا جعل له في حنكه الأسفل ما يقوده به هذا معنى كلام ابن رسلان. والذي ذكره أبو عبيد في الغريب في حديث "أنه أمر بالتلحي ونهى عن الاقتعاط" (٥) إن المقعطة هي التي لم يجعل منها تحت الحنك. وقال ابن الأثير في النهاية (٦) في


(١) لم أعثر عليه في المعاجم الثلاثة.
(٢) زيادة من (جـ).
(٣) قال ابن سعد في "الطبقات" (٦/ ٢٢٨) (هرمز مولى بني والبة من بني أسد، روى عن علي بن أبي طالب.
(٤) (٣/ ١٢٠).
(٥) قال الأخ علي بن حسن عبد الحميد في تحقيقه لكتاب الحوادث والبدع للطرطوسي: ص ٧٢ رقم التعليقة (٤): "لم أقف عليه فيما بين يدي من المصادر".
وقال شيخنا - عند سؤالي له عنه -: "لا أعرفه".
ثم رأيت الحديث في باب المناهي من "معجم الحديث" تصنيف شيخنا - من خطه ونسخته نقلت: قال: "ذكره ابن حجر الهيثمي في "أحكام اللباس" (١٠/ ٢) من طريق أبي عُبيدة، وقال: "إنه غريب ضعيف" ولم يذكر علَّته".
قلت: ثم رأيت الشيخ محمد بن جعفر الكتاني في "الدِّعامة في أحكامِ العمامة" ص ٧١ يقول: "هذا إنما ذكره أصحابُ الغريب، وهم يورِدون في كُتُبهم أحاديث غريبةً لا توجد في كتب المحدثين، ولم يوقف لها على إسناد، فلا يحتج بما انفردوا بذكره".
وفي "تاج العروس" (ق ع ط) نقلًا عن الصاغاني: " .... لم أظفر بإسناده ولا باسم من رواه من صحابي أو تابعي أرسله" اهـ.
(٦) (٤/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>