وأخرج أحمد (٦/ ٣٦) والبخاري رقم (٥٩٥٤) ومسلم رقم (٩٦/ ٢١٠٧) عن عائشة قالت: قدِم رسولُ اللهِ ﷺ من سفرٍ وقد سَترتُ بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسولُ الله ﷺ هتَكهُ وقال: أشدُّ الناسِ عذابًا يومَ القيامة الذين يُضاهون بخلق الله. قلت: فجعلناهُ وسادةً أو وسادتين". قال الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٣٩١): "وقد استُشكِل الجمعُ بين هذا الحديث - حديث أنس - وبين حديث عائشة أيضًا في النمرقة، لأنه يدلُّ على أنه لم يدخل البيت الذي كان فيه الستر المصور أصلًا حتى نزعه، وهذا يدلُّ على أنه أقرَّه وصلى وهو منصوب إلى أن أمر بنزعه من أجل ما ذُكِرَ من رؤيته الصورة حالة الصلاة، ولم يتعرض لخصوص كونها صورة، ويمكن الجمع بأن الأول كانت تصاويرُه من ذوات الأرواح وهذا كانت تصاويره من غير الحيوان" اهـ. (١) في سننه رقم (٤٩٠) وهو حديث ضعيف ضعفه الألباني. قلت: وأخرجه البخاري تعليقًا (١/ ٥٣٠ رقم الباب ٥٣) بصيغة التمريض. وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٣٧٧) وعبد الرزاق في المصنف (١/ ٤١٥) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٥١) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٥/ ٢٢٣ - ٢٢٤): "وهذا إسناد ضعيف، مجتمع على ضعفه؛ وهو مع هذا منقطع غير متصل بعلي ﵁، وعمار، والحجاج، ويحيى، مجهولون لا يعرفون (بغير هذا) وابن لهيعة، ويحيى بن أزهر، ضعيفان لا يحتج بهما وبمثلهما، وأبو صالح هذا، هو سعيد بن عبد الرحمن الغفاري، مصري ليس بمشهور أيضًا، ولا يصح له سماع من علي. وقال الحافظ في الفتح (١/ ٥٣٠) بعد عزوه لأبي داود: في إسناده ضعف. وقال الخطابي في معالم السنن (١/ ٣٢٩ - هامش السنن): "قلت: في إسناد هذا الحديث مقال. ولا أعلم أحدًا من العلماء حرم الصلاة في أرض بابل، وقد عارضه ما هو أصح منه وهو قوله ﷺ: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" ويشبه أن يكون معناه لو ثبت أنه نهاه أن يتخذ أرض بابل وطنًا ودارًا للإقامة فتكون صلاته فيها إذا كانت إقامته بها ومخرج النهي فيه على الخصوص ألا تراه يقول: نهاني ولعل ذلك منه إنذار له بما أصابه من المحنة بالكوفة وهي أرض بابل ولم ينتقل أحد من الخلفاء الراشدين قبله من المدينة" اهـ. (٢) في سننه رقم (٦٩٤). =