للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكعبة اشتغلوا بالدعاء فرأى أسامة النبي يدعو فاشتغل بالدعاء في ناحية والنبي في ناحية ثم صلى النبي فرآه بلال لقربه منه ولم يره أسامة لبعده واشتغاله، ولأن بإغلاق الباب تكون الظلمة مع احتمال أنه يحجب عنه بعض الأعمدة فنفاها عملًا بظنه".

وقال المحب الطبري (١): يحتمل أن يكون أسامة غاب عنه بعد دخوله لحاجة فلم يشهد صلاته، ويشهد له ما رواه أبو داود الطيالسي (٢) في مسنده عن أسامة: "قال: دخلت على رسول الله الكعبة فرأى صورًا فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور" قال الحافظ: هذا إسناده جيد.

قال القرطبي (٣): فلعله استصحب النفي لسرعة عوده انتهى.

وقد روى عمر بن شبة (٤) في كتاب مكة عن علي بن بذيمة (٥) قال: "دخل النبي الكعبة ودخل معه بلال وجلس أسامة على الباب فلما خرج وجد أُسامة قد احتبى فأخذ حبوته فحلها" الحديث فلعله احتبى فاستراح فنعس فلم يشاهد صلاته، فلما سئل عنها نفاها مستصحبًا للنفي لقصر زمن احتبائه وفي كل ذلك نفي رؤيته لا ما في نفس الأمر. ومنهم من جمع بين الحديثين بغير الترجيح وذلك، من وجوه.

(الأول) أن الصلاة المثبتة هي اللغوية، والمنفية الشرعية. (والثاني) يحتمل أن يكون دخول البيت وقع مرتين، قاله المهلب شارح البخاري.


(١) انظر: "القرى لقاصد أم القرى" له ص ٥٠١ ن: دار الفكر - بيروت ط ٢.
(٢) في المسند (ص ٨٧ رقم ٦٢٣) بسند ضعيف. لضعف عبد الرحمن بن مهران، وهو المديني، مولى بني هاشم.
قال الحافظ في "التقريب" رقم (٤٠٢٠): "مجهول" وقد وثقه ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل (٥/ ٩٣).
(٣) في "المفهم" (٣/ ٤٣١).
(٤) عمر بن شبة بن عبيدة بن زايد النُّميري، أبو زيد البصري: صدوق.
"التقريب" (٢/ ٥٧).
(٥) علي بن بَذِيمةَ الجزَري: ثقة، رمي بالتشيع، روى له الأربعة.
"التقريب" (٢/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>