للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طريق أسلم مولى عمر، قال: لما قدم عمر الشام صنع له رجل من النصارى طعامًا وكان من عظمائهم وقال: أحب أن [تجيبني وتكرمني] (١)، [فقال] (٢) له عمر: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها يعني التماثيل.

قوله: (من أجل التماثيل) هو جمع تمثال بمثناة ثم مثلثة بينهما ميم. قال الحافظ (٣): وبينه وبين الصورة عموم وخصوص مطلق، فالصورة أعم.

قوله: (التي فيها الصور) الضمير يعود على الكنسية والصور بالجر بدل من التماثيل أو بيان لها أو بالنصب على الاختصاص، أو بالرفع، أي أن التماثيل مصورة والضمير على هذا للتماثيل. وفي رواية الأصيلي (٤) بزيادة الواو العاطفة.

قوله: (وكان ابن عباس) هذا ذكره البخاري تعليقًا (٥)، ووصله البغوي في الجعديات (٦) وزاد فيه "فإن كان فيها تماثيل خرج فصلى في المطر". والأثران يدلان على جواز دخول البيع والصلاة فيها، إلا إذا كان فيها تماثيل. وقد تقدم الكلام في ذلك. والبيعة: صومعة الراهب. قاله في المحكم (٧).

وقيل: كنيسة النصارى. قال الحافظ (٨): والثاني هو المعتمد وهي بكسر


(١) في (جـ): (يجيبني ويكرمني).
(٢) في (أ) و (جـ): (قال).
(٣) في "الفتح" (١/ ٥٣١).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٥٣١).
(٥) سبق تخريجه في الصفحة السابقة.
(٦) كما ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٥٣٢).
(٧) اسم الكتاب: "المحكم والمحيط الأعظم في اللغة" لابن سيده. أبو الحسن، علي بن إسماعيل الأندلسي. المتوفي سنة (٤٥٨ هـ). مطبوع سنة ١٩٥٨ م.
قام بتحقيقه مجموعة من الباحثين. هم: مصطفى السقا، وحسين نصار، وعبد الستار أحمد فراج، وعائشة عبد الرحمن، وإبراهيم الأبياري، ومراد كامل.
نشروه في القاهرة، عن معهد المخطوطات العربية. مصطفى البابي الحلبي.
• قال السهيلي في "الروض الأنف" (٢/ ١٢٨): "تعثَّر في "المحكم" وغيره عثراتٍ يدمي منها الأظَلُّ - أي بطن الإصبع - ويدحض دَحَضات تُخرجه إلى سبيل من ضَلَّ، حتى إنه قال في الجمار: هي التي ترمى بعرفة!! ".
• وقد اعتذر ابن حجر عن كلامه هذا في "لسان الميزان" (٤/ ٢٠٥ - ٢٠٦) فقال بعد أن أورد قول السهيلي: "قلت: والغالط في هذا يعذر (!) لكونه لم يكن فقيهأ، ولم يحج، ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط في اللغة التي هي فنُّه الذي يحقق به من هذا القبيل".
[معجم المصنفات الواردة في فتح الباري: (ص ٣٥٢ - ٣٥٣)].
(٨) في "الفتح" (١/ ٥٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>