للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه قد ثبت من حديث ابن عمر عند البيهقي (١) أنه قال بعد أن ذكر أن رسول الله كان يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الاعتدال: فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله تعالى.

وأيضًا المتقرر في الأصول بأن العام والخاص إذا جهل تاريخهما وجب البناء، وقد جعله بعض أئمة الأصول مجمعًا عليه كما في شرح الغاية (٢) وغيره. وربما احتج بعضهم بما رواه الحاكم في المدخل (٣) من حديث أنس بلفظ: "من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له"، وبما رواه ابن الجوزي (٤) عن أبي هريرة بنحو حديث أنس وهو لا يشعر أن الحاكم قال بعد إخراج حديث أنس: إنه موضوع.

وقد قال في البدر المنير: إن في إسناده محمد بن عكاشة الكرماني، قال الدارقطني (٥): يضع الحديث، وابن الجوزي جعل حديث أبي هريرة المذكور من


(١) في السنن الكبرى (٢/ ٢٦).
(٢) في غاية السُّؤل في علم الأصول وشرحه، كلاهما للحسين بن القاسم بن محمد، (ص ٥٥) طبع مطبعة حجازي - القاهرة عام ١٣٥٧ هـ.
(٣) قال أبو عبد الله الحاكم في المدخل (١٠١): قيل لمحمد بن عكاشة أن قومًا عندنا يرفعون أيديهم في الركوع، وبعد رفع الرأس من الركوع، فقال: أنبأنا المسيب بن واضح، حدثنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله : "من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له".
قال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" رقم (٤٨٨): محمد بن عُكاشة الكرماني بصري، يضع الحديث.
وانظر: الميزان (٣/ ٦٥٠) والمغني (٢/ ٦١٥) واللسان (٥/ ٢٨٦). والخلاصة أن الحديث موضوع.
(٤) في الموضوعات (٢/ ٩٧) عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له". وهو حديث موضوع.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٤٦).
والجوزقاني في "الأباطيل" (٢/ ١٢). كلهم من طريق مأمون بن أحمد، حدثنا المسيب ابن واضح عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد بن أبي هريرة به.
قال الجوزقاني: هذا حديث باطل لا أصل له. والمأمون بن أحمد هذا كان دجالًا من الدجاجلة كذابًا وضاعًا.
وقال ابن حبان: دجال، ويقال له مأمون بن عبد الله، ومأمون أبو عبد الله.
انظر: "الميزان" (٣/ ٤٢٩) رقم الترجمة (٧٠٣٦).
(٥) في الضعفاء والمتروكين رقم الترجمة (٤٨٨) وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>