للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن عمرو بن عبسة حديث آخر غير المذكور في الباب عند الدارقطني (١) قال: "أتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله جعلني الله فداك [علِّمني] (٢) شيئًا تعلمه وأجهله، ينفعني ولا يضرك، ما ساعة أقرب من ساعة، فقال: يا عمرو لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الرب ﷿ يتدلى من جوف الليل - زاد في رواية - فيغفر إلا ما كان من الشرك".

وله حديث آخر عند أحمد (٣) عن النبي قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة"، قلت: أوجبه، قال: "لا، أجوبه" يعني بذلك الإجابة.

وفي إسناده أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي مريم وهو ضعيف.

وعن أبي الخطاب عند أحمد (٤) بنحو حديث أبي هريرة.

وهذه الأحاديث تدل على استحباب الصلاة والدعاء في ثلث الليل الآخر وأنه وقت الإجابة والمغفرة.

والنزول المذكور في الأحاديث قد طوَّل علماء الإِسلام الكلام في تأويله (٥)، وأنكر الأحاديث الواردة به كثير من المعتزلة، والطريقة المستقيمة ما كان عليه التابعون [وتابعوهم] (٦) كالزهري ومكحول والسفيانين (٧) والليث وحماد بن سلمة


(١) في كتاب النزول (ص ١٤٢ - ١٤٤) رقم (٦٦) ورقم (٦٧).
قلت: وأخرجه أحمد في المسند (٤/ ٣٨٥) وهو حديث صحيح لغيره.
(٢) زيادة يقتضيها السياق لأنها ساقطة من (أ) و (ب) و (جـ).
(٣) في المسند (٤/ ٣٨٧) بسند ضعيف.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٦٤) وقال: "رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف … " اهـ.
وهو حديث صحيح لغيره.
(٤) لم أقف عليه؟ عند أحمد في المسند.
(٥) (منهم): من حمله على ظاهره وحقيقته، وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم.
(ومنهم): من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة.
(ومنهم): من أجراه على ما ورد مؤمنًا به على طريق الإجمال منزهًا الله تعالى عن الكيفية والتشبيه.
انظر تفصيل ذلك في: "الفتح" (٣/ ٣٠) وأصول السنة (ص ١١٠) وعقيدة السلف أصحاب الحديث (ص ٤٦).
والمعتزلة وأصولها الخمسة (ص ١٤٢ - ١٤٤).
(٦) زيادة من المخطوط (ب).
(٧) سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>