للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الفتح (١): أو التقدير إذا فعلتم فما أدركتم فصلوا: أي فعلتم الذي آمركم به من السكينة وترك الإسراع.

قوله: (وما فاتكم فأتموا) أي أكملوا. وقد اختلف في هذه اللفظة في حديث أبي قتادة (٢)، فرواية الجمهور "فأتموا". ورواية معاوية بن هشام عن شيبان: "فاقضوا"، كذا ذكره ابن أبي شيبة عنه (٣).

ومثله روى أبو داود (٤)، وكذلك وقع الخلاف في حديث أبي هريرة (٥) كما ذكر المصنف.

قال الحافظ (٦): والحاصل أن أكثر الروايات [وردت] (٧) بلفظ: "فأتموا"، وأقلها بلفظ: "فاقضوا"، وإنما يظهر فائدة ذلك إذا جعلنا بين التمام والقضاء مغايرة.

لكن إذا كان مخرج الحديث واحدًا واختلف في لفظة منه وأمكن ردّ الاختلاف إلى معنى واحد كان أولى، وهذا كذلك لأن القضاء وإن كان يطلق على الفائتة غالبًا لكنه يطلق على الأداء أيضًا.

ويرد بمعنى الفراغ كقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا﴾ (٨)، ويرد لمعان أخر، فيحمل قوله هنا: "فاقضوا" على معنى الأداء، والفراغ فلا يغاير قوله: "فأتموا" فلا حجة لمن تمسك برواية "فاقضوا" على أن ما أدركه مع الإمام هو آخر صلاته حتى يستحبّ له الجهر في الركعتين الآخرتين وقراءة السورة وترك القنوت بل هو أوّلها وإن [كان] (٩) آخر صلاة إمامه، لأن الآخر لا يكون إلا عن شيء تقدمه.

وأوضح دليل على ذلك أنه يجب عليه أن يتشهد في آخر صلاته على كل


(١) في "الفتح" (٢/ ١١٨).
(٢) تقدم برقم (١٠٤٤) من كتابنا هذا.
(٣) في المصنف (٢/ ٣٥٩).
(٤) في سننه رقم (٥٧٣) وهو حديث صحيح.
(٥) تقدم برقم (١٠٤٥) من كتابنا هذا.
(٦) في "الفتح" (٢/ ١١٩).
(٧) في المخطوط (أ): (ورد).
(٨) سورة الجمعة: الآية (١٠).
(٩) في المخطوط (ب): (كانت).

<<  <  ج: ص:  >  >>