للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحسنهم قراءة وإن كان أقلهم حفظًا، وقيل: أكثرهم حفظًا للقرآن.

ويدلّ على ذلك ما رواه الطبراني في الكبير (١) ورجاله رجال الصحيح عن عمرو بن سلمة أنه قال: "انطلقت مع أبي إلى النبيّ بإسلام قومه، فكان فيما أوصانا: ليؤمكم أكثركم قرآنًا، فكنت أكثرهم قرآنًا فقدّموني".

وأخرجه أيضًا البخاري (٢) وأبو داود (٣) والنسائي (٤) وسيأتي في باب ما جاء في إمامة الصبي (٥).

قوله: (فإن كانوا في القراءة سواء)، أي استووا في القدر المعتبر منها إما في حسنها أو في كثرتها وقلَّتها على القولين.

ولفظ مسلم (٦): "فإن كانت القراءة واحدة".

قوله: (فأعلمهم بالسنة)، فيه أن مزية العلم مقدمة على غيرها من المزايا الدينية.

قوله: (فأقدمهم هجرة) الهجرة المقدّم بها في الإِمامة لا تختصّ بالهجرة في عصره ، بل هي التي لا تنقطع إلى يوم القيامة كما وردت بذلك الأحاديث وقال به الجمهور (٧). وأما حديث: "لا هجرة بعد الفتح" (٨)، فالمراد به الهجرة


(١) (ج ١٧) رقم (٥٥).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٦٣ - ٦٤) وقال: "قلت: هو في الصحيح من حديثه عن أبيه وهنا عن نفسه والله أعلم - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح" اهـ.
(٢) في صحيحه رقم (٤٣٠٢).
(٣) في سننه رقم (٥٨٥).
(٤) في سننه رقم (٧٨٩).
(٥) في الباب الرابع رقم الحديث (١٠٩١) من كتابنا هذا.
(٦) لم يخرجه مسلم بهذا اللفظ. وقد أخرجه الطبراني في الكبير (ج ١٧) رقم (٦٠٦) عن أبي مسعود الأنصاري.
(٧) انظر: "المغني" (٣/ ١٣ - ١٤).
(٨) وهو حديث صحيح.
أخرجه أحمد (١/ ٢٢٦) والبخاري رقم (٢٧٨٣) ومسلم رقم (٨٦/ ١٨٦٤) وأبو داود رقم (٢٤٨٠) والترمذي رقم (١٥٩٠) والنسائي رقم (٤١٧٠). وسيأتي برقم (٣٤٥٥) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>