للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (كان يؤمّ قومه وهو أعمى)، في رواية للبخاري (١): "أنه قال للنبيّ : يا رسول الله قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي"، وهو أصرح من اللفظ الذي ذكره المصنف في الدلالة على المطلوب لما فيه من ظهور التقرير بدون احتمال.

قوله: (وأنا رجل ضرير البصر)، في رواية للبخاري (٢): "جعل بصري يكلّ"، وفي أخرى: "قد أنكرت بصري".

ولمسلم (٣): "أصابني في بصري بعض الشيء"، واللفظ الذي ذكره المصنف أخرجه البخاري (٤) في باب الرخصة في المطر، وهو يدلّ على أنه قد كان أعمى.

وبقية الروايات تدلّ على أنه لم يكن قد بلغ إلى حدّ العمى.

وفي رواية لمسلم (٥) بلفظ: "إنه عمي فأرسل".

وقد جمع بين الروايات بأنه أطلق عليه العمى لقربه منه ومشاركته له في فوات بعض البصر المعهود في حال الصحة.

وأما قول محمود بن الربيع أن عتبان بن مالك (٦) كان يؤمّ قومه وهو أعمى، فالمراد أنه لقيه حين سمع منه الحديث وهو أعمى.

قوله: (مكانًا) هو منصوب على الظرفية.

وفي حديث عتبان فوائد.

(منها) إمامة الأعمى، وإخبار المرء عن نفسه بما فيه من عاهة، والتخلف عن الجماعة في المطر والظلمة، واتخاذ موضع معين للصلاة، وإمامة الزائر إذا كان هو الإِمام الأعظم، والتبرّك بالمواضع التي صلى فيها ، وإجابة الفاضل دعوة المفضول وغير ذلك.

٩/ ١٠٨٥ - (وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ لَمَّا قَدِمَ المُهاجِرُونَ الأوَّلُونَ نَزَلُوا العَصْبَةَ، مَوضِعًا بِقُباءَ، قَبْلَ مَقْدَمِ النَّبِيّ كانَ يَؤمُّهُمْ سالِمٌ مَوْلى أَبي حُذَيْفَةَ وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ


(١) البخاري في صحيحه رقم (٨٤٠).
(٢) البخاري في صحيحه رقم (١١٨٦).
(٣) في صحيحه رقم (٥٤/ ٣٣).
(٤) في صحيحه رقم (٦٦٧).
(٥) في صحيحه رقم (٥٥/ ٣٣).
(٦) مر تخريجه في الصفحة السابقة. رقم التعليقة (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>