للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجمع إمام الحرمين والبيهقي بين الروايات باحتمال أن يكون في بعضها لم يعدّ يومي الدخول والخروج وهي رواية سبعة عشر بتقديم السين، وعدّها في بعضها وهي رواية تسع عشرة بتقديم التاء، وعدّ يوم الدخول ولم يعدّ يوم الخروج وهي رواية ثمانية عشر.

قال الحافظ (١): وهو جمع متين، وتبقى رواية خمسة عشر شاذّة لمخالفتها، ورواية عشرين وهي صحيحة الإسناد إلا أنها شاذّةً أيضًا.

وقد ضعف النووي في الخلاصة (٢) رواية خمسة عشر.

قال في الفتح (٣): وليس بجيد، لأن رواتها ثقات ولم ينفرد بها ابن إسحاق، فقد أخرجها النسائي (٤) من رواية عراك بن مالك عن عبد الله كذلك.

وإذا ثبت أنها صحيحة فلتحمل على أن الراوي ظنّ أن الأصل سبع عشرة، فحذف منها يومي الدخول والخروج، فذكر أنها خمس عشرة، واقتضى ذلك أن رواية تسع عشرة أرجح الروايات.

وبهذا أخذ إسحاق بن راهويه (٥)، ويرجحها أيضًا أنها أكثر ما وردت به الروايات الصحيحة.

وأخذ الثوري وأهل الكوفة (٦) برواية خمس عشرة لكونها أقلّ ما ورد، فيحمل ما زاد على أنه وقع اتفاقًا.

وأخذ الشافعي (٧) بحديث عمران بن حصين (٨).

وقد اختلف العلماء في تقدير المدّة التي يقصر فيها المسافر إذا أقام ببلدة وكان مترددًا غير عازم على إقامة أيام معلومة.


(١) في "التلخيص" (٢/ ٩٦).
(٢) في "خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام" (٢/ ٧٣٣ رقم ٢٥٦٣).
(٣) في "فتح الباري" (٢/ ٥٦٢).
(٤) في سننه رقم (١٤٥٣) وقد تقدم.
(٥) انظر: الأوسط لابن المنذر (٤/ ٣٦٢).
(٦) المجموع شرح المهذب (٤/ ٢٤١ - ٢٤٢). وشرح صحيح البخاري لابن بطال (٣/ ٧٦).
(٧) الأم (٢/ ٣٦٩).
(٨) تقدم برقم (١١٦٧) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>