للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العشاء فإنه يحتمل أن يكون المراد أنه لم يتنفل عقبها، لكنه تنفل بعد ذلك في أثناء الليل.

ومن ثم قال الفقهاء: [تؤخر] (١) سنة العشاءين عنهما.

ونقل ابن المنذر (٢) الإِجماع على ترك التطوّع بين الصلاتين بالمزدلفة لأنهم اتفقوا على أن السنة الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة، ومن تنفل بينهما لم يصحّ أنه جمع بينهما.

ويعكر على نقل الاتفاق ما في البخاري (٣) عن ابن مسعود: "أنه صلى المغرب بالمزدلفة وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعش ثم أمر بالأذان والإِقامة ثم صلى العشاء.

وقد اختلف أهل العلم في صلاة النافلة في مطلق السفر.

قال النووي (٤): قد اتفق الفقهاء على استحباب النوافل المطلقة في السفر.

واختلفوا في استحباب النوافل الراتبة، فتركها ابن عمر وآخرون، واستحبها الشافعي وأصحابه (٥) والجمهور (٦).

ودليلهم الأحاديث العامة الواردة في ندب مطلق الرواتب (٧)، وحديث صلاته الضحى في يوم الفتح (٨)، وركعتي الصبح حين ناموا حتى طلعت الشمس (٩)، وأحاديث أخر صحيحة ذكرها أصحاب السنن، والقياس على النوافل المطلقة.


(١) في المخطوط (ب): (يؤخر).
(٢) في كتابه الإجماع (ص ٦٥ رقم ١٩٠).
(٣) في صحيحه رقم (١٦٧٥).
(٤) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ١٩٨) والمجموع (٤/ ٢٨٥).
(٥) المجموع شرح المهذب (٤/ ٢٨٥).
(٦) المغني لابن قدامة (٣/ ١٥٥ - ١٥٧).
(٧) كحديث رقم (٨٩٢) و (٨٩٣) و (٨٩٥) و (٨٩٦) و (٨٩٨) من كتابنا هذا.
(٨) تقدم برقم (٩٦٠) من كتابنا هذا.
(٩) ورد في ذلك أحاديث عدة:
(منها): حديث أبي قتادة عند أحمد (٥/ ٣٠٧) والبخاري رقم (٥٩٥) ومسلم رقم (٦٨١) وأبو داود رقم (٤٣٩) و (٤٤٠) والنسائي (٢/ ١٠٥ - ١٠٦) وابن خزيمة رقم (٤٠٩) وابن حبان رقم (١٥٧٩) والبغوي رقم (٤٣٨) وغيرهم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>