للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المحبّ الطبري (١): أصحّ الأحاديث في تعيين الساعة حديث أبي موسى وسيأتي (٢)، وقد صرّح مسلم (٣) بمثل ذلك.

وقال بذلك البيهقي (٤) وابن العربي (٥) وجماعة والقرطبي (٦) والنووي (٧).

وذهب آخرون إلى ترجيح حديث عبد الله بن سلام (٨)، حكى ذلك الترمذي (٩) عن أحمد أنه قال: أكثر الأحاديث على ذلك.

وقال ابن عبد البر (١٠): إنه أثبت شيء من هذا الباب.

ويؤيده ما سيأتي (١١) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن من أن ناسًا من الصحابة أجمعوا على ذلك، ورجحه أحمد (١٢) وإسحاق (١٢) وجماعة من المتأخرين (١٢).

والحاصل أن حديث أبي هريرة المتقدّم (١٣) ظاهره يخالف الأحاديث الواردة في كونها بعد العصر؛ لأن الصلاة بعد العصر منهيّ عنها، وقد [ذكر] (١٤) فيه: "لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي".

وقد أجاب عنه عبد الله بن سلام بأن منتظر الصلاة في صلاة، وروي ذلك عن النبيّ كما سيأتي (١٥).

ولكنه يشكل على ذلك قوله: "قائم"، وقد أجاب عنه القاضي عياض (١٦)


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٢١).
(٢) برقم (١١٩٩) من كتابنا هذا.
(٣) في صحيحه رقم (١٦/ ٨٥٣).
(٤) في السنن الكبرى (٣/ ٢٥٠).
(٥) في عارضة الأحوذي (٢/ ٢٧٥).
(٦) في المفهم (٢/ ٤٩٤) حيث قال: "وحديث أبي موسى نصٌّ في موضع الخلاف فلا يلتفت إلى غيره".
(٧) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ١٤٠ - ١٤١).
(٨) وهو حديث صحيح تقدم تخريجه آنفًا.
(٩) في سننه (٢/ ٣٦١).
(١٠) في "التمهيد" (٤/ ٦٦).
(١١) برقم (١٢٠٤) من كتابنا هذا.
(١٢) "المغني" (٣/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
(١٣) تقدم برقم (١١٩٨) من كتابنا هذا.
(١٤) في المخطوط (أ): (قال).
(١٥) برقم (١٢٠١) من كتابنا هذا.
(١٦) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>