(الثانية): ضعف خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني … (الثالثة): خطأ عتاب بن بشير في رفعه، فإنه مع الضعف الذي في حفظه قد خالفه محمد بن فضيل، فقال: عن خصيف به موقوفًا على ابن مسعود. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ١٣١، ١٣٣). وابن فضيل ثقة من رجال الشيخين. وانظر باقي ما قاله الألباني ﵀. (ومنهم) من احتج أيضًا بحديث أبي هريرة الذي أخرجه الخطيب في، تاريخ بغداد" (٦/ ٣٦٥) في ترجمة: إسحاق بن سليمان البغدادي. عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه كان يصلى قبل الجمعةِ ركعتين وبعدها ركعتين". والحديث ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٢٦) بهذا اللفظ إلا أنه قال: "وبعدها أربعًا" وقال: "رواه البزار، وفي إسناده ضعف". قلت: في إسناده الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني الخياط أبو علي، قال عنه العقيلي في الضعفاء (١/ ٢٤١ - ٢٤٢): "كثير الوهم"، وقال الدارقطني (١/ ٧٨): "ضعيف"، وقال ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٧٣٩): "أرجو أنه لا بأس به"، وتعقبه الذهبي في الميزان (١/ ٥١٨ - ٥١٩) بقوله: "بل هو هالك". وفي الحديث علة أخرى وهي جهالة "إسحاق بن سليمان" فقد أورده الخطيب لهذا الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وانظر: "الضعيفة" رقم (١٠١٧). وخلاصة القول: أن حديث أبي هريرة حديث ضعيف جدًّا. (١) في عارضة الأحوذي (٢/ ٣١٣). (٢) الهداية (١/ ٩١) وبدائع الصنائع (١/ ٢٦٣ - ٢٦٤). (٣) المجموع شرح المهذب (٣/ ٥٠٣ - ٥٠٤). (٤) المدونة (١/ ١٣٨ - ١٣٩). وقد ذكر ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٩١): عن مالك قال: "أدركنا الناس يصلون يوم الجمعة نصف النهار وقبله، وفد جاء عن رسول الله ﷺ نهي عن الصلاة نصف النهار يوم الجمعة، فأنا لا أنهى عن الصلاة نصف النهار يوم الجمعة للذي أدركت الناس عليه، ولست أحبّها للذي بلغني عن النبي ﷺ الجمعة وغير الجمعة في ذلك من الأيام سواء" اهـ.