للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (والإمام يخطب) فيه دليل على اختصاص النهي بحال الخطبة، وردّ على من أوجب الإِنصات من خروج الإِمام.

وكذلك قوله: (يوم الجمعة) ظاهره أن الإِنصات في خطبة غير يوم الجمعة لا يجب.

قوله: (فقد لغوت) قال في الفتح (١): قال الأخفش (٢): اللغو الكلام الذي لا أصل له من الباطل وشبهه.

وقال ابن عرفة (٣): اللغو: السقط من القول، وقيل: الميل عن الصواب. وقيل: اللغو: الإِثم، لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: ٧٢].

وقال الزين بن المنير (٤): اتفقت أقوال المفسرين على أن اللغو ما لا يحسُن من الكلام.

وأغرب أبو عبيد الهروي في الغريب (٥) فقال: معنى لغا: تكلم، والصواب: التقييد.

وقال النضر بن شميل (٦): معنى لغوت: خبت من الأجر. وقيل: بطلت فضيلة جمعتك. وقيل: صارت جمعتك ظهرًا.

قلت: أقوال أهل اللغة متقاربة المعنى انتهى كلام الفتح.

وفي القاموس (٧): اللغو: السقط وما لا يعتدّ به من كلام أو غيره، انتهى.

ويؤيد قول من قال: إن اللغو صيرورة الجمعة ظهرًا، ما عند أبي داود (٨)


(١) (٢/ ٤١٤).
(٢) حكاه عنه ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٤١٤).
(٣) ذكره الهروي في الغريبين (٥/ ١٦٩٣).
(٤) ذكره الحافظ في الفتح (٢/ ٤١٤).
(٥) (٤/ ١٣١) قال: اللغو: كثرة الحديث.
وقال في "الغريبين" (٥/ ١٦٩٣): لَغْوًا: أي كلامًا مُطْرحًا.
يقالُ: لَغى الإنسان إذا تكلم بالمطرح، وألغى أسقط.
(٦) ذكره ابن منظور في "لسان العرب" (١٥/ ٢٥١).
والأزهري في تهذيب اللغة (٨/ ١٩٧).
(٧) القاموس المحيط (ص ١٧١٦).
(٨) في سننه رقم (٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>