للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه الأحاديث فيها مشروعية قراءة تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان.

قال العراقي: وممن كان يفعله من الصحابة عبد الله بن عباس. ومن التابعين إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو مذهب الشافعي (١) وأحمد (٢) وأصحاب الحديث وكرهه مالك (٣) وآخرون.

قال النووي (٤): وهم محجوجون بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة المروية من طرق.

واعتذر مالك عن ذلك بأن حديث أبي هريرة من طريق سعد بن إبراهيم وهو مردود.

(أما أوّلًا): فبأن سعد بن إبراهيم قد اتفق الأئمة على توثيقه.

قال العراقي: ولم أر من نقل عن مالك تضعيفه غير ابن العربي (٥)، ولعلّ الذي أوقعه في ذلك هو أن مالكًا لم يرو عنه.

قال ابن عبد البرّ: وأما امتناع مالك عن الرواية عن سعد فلكونه طعن في نسب مالك (٦).


= صاحب القراءة، روى عن ابن معين قال: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك لا يصدق.
التاريخ الكبير (٢/ ٣٦٣) والمجروحين (١/ ٢٥٥) والجرح والتعديل (٣/ ١٧٣) والميزان (١/ ٥٥٨) والتقريب (١/ ١٨٦) والخلاصة ص ٨٧.
(١) البيان للعمراني (٢/ ٥٨١ - ٥٨٢) والمجموع (٤/ ٤٠٢ - ٤٠٣).
(٢) المغني (٣/ ٢٥٢).
(٣) الاستذكار (٥/ ١١٢ - ١١٣) والتمهيد (٤/ ٧٦).
(٤) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ١٦٨).
(٥) في "عارضة الأحوذي" (٢/ ٣٠٩).
(٦) قال الساجي: - سعد بن إبراهيم - ثقة، أجمع أهل العلم على صدقه والرواية عنه إلَّا مالكًا، وقد روى مالك عن عبد الله بن إدريس، عن شعبه، عن سعد بن إبراهيم، وصح باتفاقهم أنه حجة، ويقال: إنَّ سعدًا وعظ مالكًا فوجد عليه، فلم يرو عنه، …
قال الساجى: ومالك إنما ترك الرواية عنه، فإما أن يكون يتكلم فيه فلا أحفظه، وقد روى عنه الثقات، والأئمة، وكان دينًا عفيفًا.
وقال أحمد ابن البَرْقي: سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد أنه كان يرى القدر، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان مالك لا يروي عنه. وهو ثبت لا شك فيه.
["تهذيب التهذيب" (١/ ٦٨٩ - ٦٩٠)].

<<  <  ج: ص:  >  >>