للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجمع بين حديث سمرة (١) وعائشة (٢) بأن سمرة كان في أخريات الناس، فلهذَا لم يسمع صوته، ولكن قول ابن عباس كنت إلى جنبه يدفع ذلك.

وجمع النووي (٣) بأن رواية الجهر في القمر، ورواية الإسرار في كسوف الشمس، وهو مردود بالرواية [التي] (٤) ذكرها المصنف في حديث عائشة منسوبة إلى أحمد (٥). وبما أخرجه ابن حبان (٦) من حديثها بلفظ: "كسفت الشمس".

والصواب أن يقال: إن كانت صلاة الكسوف لم تقع منه إلا مرّة واحدة كما نصّ على ذلك جماعة من الحفاظ، فالمصير إلى الترجيح متعين.

وحديث عائشة أرجح لكونه في الصحيحين (٧) ولكونه متضمنًا للزيادة، ولكونه مثبتًا، ولكونه معتضدًا بما أخرجه ابن خزيمة (٨) وغيره عن عليّ مرفوعًا من إثبات الجهر.

وإن صحّ أن صلاة الكسوف وقعت أكثر من مرّة كما ذهب إليه البعض، فالمتعين الجمع بين الأحاديث بتعدد الواقعة، فلا معارضة بينها، إلا أن الجهر أولى من الإسرار لأنه زيادة.

وقد ذهب إلى ذلك أحمد (٩) وإسحاق (١٠) وابن خزيمة (١١)


(١) تقدم برقم (١٤/ ١٣٣٦) من كتابنا هذا.
(٢) تقدم برقم (١٣/ ١٣٣٥) من كتابنا هذا.
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٢٠٤).
(٤) في المخطوط (ب): (الذي).
(٥) في المسند (٦/ ٧٦).
(٦) في صحيحه رقم (٢٨٤٩) بسند صحيح على شرط الشيخين.
(٧) البخاري رقم (١٠٦٥) ومسلم برقم (٥/ ٩٠١).
(٨) في صحيحه برقم (١٣٨٨) قال الألباني : "قلت: رجال إسناده ثقات؛ على ضعف في "حنش" وهو ابن المعتمر، قال الحافظ: صدوق له أوهام. قلت: فمثله لا يحتج بحديثه عند التفرد كما هنا" اهـ.
(٩) المغني (٣/ ٣٢٥).
(١٠) قال إسحاق: لو لم يأت في ذلك سنة لكان أشبه الأمر من الجهر تشبيهًا بالجمعة والعيدين والاستسقاء وكل ذلك نهارًا. قال: وأما كسوف القمر فقد اجتمعوا على الجهر في صلاته، لأن قراءة الليل على الجهر. [الأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٩٨)].
(١١) أورد ابن خزيمة في صحيحه (٢/ ٣١٤ رقم الباب ٦٣٤) باب الجهر بالقراءة من صلاة كسوف الشمس. وأخرج تحته حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>