للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن الطبري (١) تتأكد في حقّ من ترجى بركته، [وتسنّ] (٢) فيمن يراعى حاله، وتباح فيما عدا ذلك وفي الكافر خلاف.

ونقل النووي (٣) الإِجماع على عدم الوجوب.

قال الحافظ (٤): يعني على الأعيان وعامة في كل مرض.

قوله: (واتباع الجنائز) فيه أن اتباعها مشروع وهو سنَّة بالإِجماع.

واختُلِف في وجوبه وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.

قوله: (وإجابة الدعوة) فيه مشروعية إجابة الدعوة، وهي أعمّ من الوليمة، وسيأتي الكلام على ذلك في كتاب الوليمة (٥) إن شاء الله.

قوله: (وتشميت العاطس) التشميت بالسين المهملة والمعجمة لغتان مشهورتان.

قال الأزهري (٦): قال الليث: التشميت ذكر الله تعالى على كل شيء. ومنه قولك للعاطس: يرحمك الله.

وقال ثعلب: الأصل فيه المهملة فقلبت معجمة.

وقال صاحب المحكم (٧): تسميت العاطس معناه الدعاء له بالهداية إلى السمت الحسن.


(١) حكاه الحافظ في "الفتح" (١٠/ ١١٣).
(٢) في المخطوط (ب): (ويسن).
(٣) المجموع (٥/ ١٠٣) وشرح صحيح مسلم له (١٦/ ١٢٤).
(٤) في "الفتح" (١٠/ ١١٣).
(٥) أبواب الوليمة عند الحديث رقم (٢٧٤٤ - ٢٧٧٥) من كتابنا هذا.
(٦) في تهذيب اللغة (١١/ ٢٢٩ - ٢٣٠) شمت (بالشين) و (١٢/ ٣٨٩) سمت (بالسين).
(٧) في "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيدة (٨/ ٣٤) حيث قال: "شمت العاطس وسمَّت عليه: دعا له بخير، وكل داع بخير مشمِّتٌ. قال أبو علي معناه: دعا له أن لا يكون في حال يُشمتُ به فيها. والسين لغةٌ عن يعقوب.
وقال ابن سيدة في "المحكم" (٨/ ٤٧١): التَّسْميت: ذكر الله على الشيء والتسميتُ الدعاء للعاطس. معناه: هداك الله إلى السَّمت وذلك لما في العاطس من الانزعاج والقلق، هذا قول الفارسيِّ. وقد سمَّتهُ، وقال ثعلب: سمَّتَهُ إذا عطس فقال له: يرحمكَ الله، أخذ من السَّمت، أي الطريق والقصد، كأنَّه قصده بذلك الدُّعاء، وقد يجعلون السِّين شينًا كسمَّر السَّفينة وشمَّرها إذا أرسلها" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>