للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه دليل على مشروعية تشميت العاطس وهو أن يقول له: يرحمك الله.

وأخرج أبو داود (١) بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبيّ أنه قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم".

وأخرج البخاري (٢) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال: يرحمك الله فليقل له: يهديكم الله ويصلح بالكم".

وأخرج مالك في الموطأ (٣) عن ابن عمر قال: "إذا عطس أحدكم فقيل له: يرحمك الله، يقول يرحمنا الله وإياكم ويغفر لنا وإياكم". والتشميت سنة على الكفاية، لو قاله بعض الحاضرين أجزأ عن الباقين، ولكن الأفضل أن يقول كل واحد لما في البخاري (٤) عن أبي هريرة أن النبيّ قال: "إذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقًّا على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله تعالى".

وقال أهل الظاهر (٥): إنه يلزم كل واحد، وبه قال ابن [أبي] (٦) مريم، واختاره ابن العربي (٧).

والتسميت إنما يكون مشروعًا للعاطس إذا حمد الله كما في حديث أبي هريرة (٨) المذكور.

وفي الصحيحين (٩) عن أنس قال: "عطس رجلان عند النبيِّ ، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: فلان عطس فشمته، وعطست فلم تشمتني، فقال: هذا حمد الله وأنت لم تحمد الله".


(١) في السنن رقم (٥٠٣٣) وهو حديث صحيح.
(٢) في صحيحه رقم (٦٢٢٤).
(٣) في الموطأ (٢/ ٩٦٥ رقم ٥) بسند صحيح.
(٤) في صحيحه رقم (٦٢٢٦).
(٥) المحلى (٣/ ١٤٣).
(٦) سقط من المخطوط (ب).
(٧) في عارضة الأحوذي (١٠/ ٢٠٠).
(٨) الذي أخرجه البخاري رقم (٦٢٢٤). وقد تقدم.
(٩) البخاري رقم (٦٢٢٥) ومسلم رقم (٥٣/ ٢٩٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>