للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال النبيّ : "اجلسوا وخالفوهم"، وفي إسناده بشر بن رافع وليس بالقويّ كما قال الترمذي (١).

وقال البزار (٢): تفرّد به بشر وهو لين.

قال الترمذي (١): حديث عبادة غريب.

وقال أبو بكر الهمداني (٣): لو صحّ لكان صريحًا في النسخ، غير أن حديث أبي سعيد (٤) أصحّ وأثبت فلا يقاومه هذا الإسناد، وقد تمسك بهذه الأحاديث من قال إن القيام للجنازة منسوخ. وقد تقدم ذكرهم.

قال القاضي عياض (٥): ذهب جمع من السلف إلى أن الأمر بالقيام منسوخ بحديث عليّ هذا.

وتعقبه النووي (٦) بأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذّر الجمع، وهو ههنا ممكن.

واعلم أن حديث عليّ (٧) باللفظ الذي سبق في الباب الأوّل لا يدلّ على النسخ لما عرّفناك من أن فعله لا ينسخ القول الخاصّ بالأمة.

وأما حديثه (٨) باللفظ الذي ذكره هنا فإن صحّ صلح النسخ لقوله فيه: "وأمرنا بالجلوس"، ولكنه لم يخرّج هذه الزيادة مسلم (٩) ولا الترمذي (١٠) ولا أبو داود (١١) بل اقتصروا على قوله: "ثم قعد".


(١) في السنن (٣/ ٣٤٠).
وهو حديث حسن، والله أعلم.
(٢) عزاه إليه الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٢٨).
(٣) الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار (ص ٣١٠).
(٤) تقدم برقم (١٤٥٤) من كتابنا هذا.
(٥) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٤٢٢).
(٦) في شرحه لصحيح مسلم (٧/ ٢٩).
(٧) برقم (١٤٥٥) من كتابنا هذا.
(٨) أي حديث علي برقم (١٧/ ١٤٥٩) من كتابنا هذا.
(٩) في صحيحه رقم (٨٢/ ٩٦٢).
(١٠) في سننه رقم (١٠٤٤).
(١١) في سننه رقم (٣١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>