وفي صحيحه أيضًا - (رقم: ٩٧٤) - عن عائشة ﵂، سألت النبي ﷺ: كيف تقول إذا استغفرت لأهل القبور؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم اللهُ المستقدمين منا والمستأخرين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون". وأما وصول ثواب الصدقة، ففي الصحيحين -[البخاري رقم (١٣٨٨) و (٢٧٦٠) ومسلم رقم (١٠٠٤) والنسائي (٦/ ٢٥٠) وابن ماجه رقم ٢٧١٧) ومالك في الموطأ (٢/ ٧٦٠) والبغوي رقم (١٦٩٠) والبيهقي (٤/ ٦٢) وأبو داود رقم (٢٨٨١) وفيه أن امرأة … والرجل المبهم هو (سعد بن عبادة) كما في الحديث الذي بعده، وانظر: "الفتح" (٥/ ٣٨٩)]. عن عائشة ﵂: أن رجلًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إنَّ أمي افتُلِتت نفسها ولم توصِ، وأظنها لو تكلَّمت تصدَّقت، أفلَها أجرٌ إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم". وفي صحيح البخاري -[رقم (٢٧٥٦) و (٢٧٦٢) و (٢٨٧٠)]- عن عبد الله بن عباس ﵄، أنَّ سعد بن عُبادة توفيت أمُّهُ وهو غائب عنها، فأتى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللهِ، إنَّ أمي توفيت وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أشهدُك أن حائطي المِخْرَاف صدقة عنها. وأمثال ذلك كثير في السنة. وأما وصول ثواب الصوم، ففي "الصحيحين" -[البخاري رقم (١٩٥٢) ومسلم رقم (١١٤٧)]- عن عائشة ﵂، أن رسول الله ﷺ قال: "من مات وعليه صيام صامَ عنه وليهُ". وله نظائر في "الصحيح". ولكن أبو حنيفة قال بالإطعام عن الميت دون الصيام عنه، لحديث ابن عباس المتقدم، والكلامُ على ذلك معروف في كتب الفروع. وأما وصول ثواب الحج، ففي "صحيح البخاري" -[رقم (١٨٥٢) و (٦٦٩٩) و (٧٣١٥)]- عن ابن عباس ﵄، أن امرأة من جُهينةَ جاءت إلى النبي ﷺ فقالت: إن أمي نذرت أن تحج، فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دَينٌ، أكنتِ قاضيته؟ اقضُوا الله، فاللهُ أحقَّ بالوفاء". ونظائره أيضًا كثيرة. وأجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقِطُه من ذمةِ الميت، ولو كان من أجنبي، ومن غير تركته، وقد دلَّ على ذلك حديثُ أبي قتادة، حيث ضمن الدينارين عن الميت، فلما =