كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[أولا: أبواب ما يثبت به الصوم والفطر. وعلى من يجب الصوم وممن يصح] - [الباب الأول] باب ما يثبت به الصوم والفطر من الشهود - ج: 8 - ص: 231

ورواه ابن حبان في صحيحه (١) عن أنس "أن عمومة له" وهو وهم كما قال أبو حاتم في العلل (٢).

والحديث يدل على قبول شهادة الأعراب وأنه يكتفي بظاهر الإسلام كما تقدم في حديث الأعرابي في أول الباب (٣): "أن النبي ﷺ قال له: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، قال: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم" الحديث.

وقد استدل بحديث الباب على اعتبار شهادة الاثنين في الإفطار، وغير خاف أن مجرد قبول شهادة الاثنين في واقعة لا يدل على عدم قبول الواحد.

قوله: (فأمر الناس أن يفطروا)، فيه ردّ على من زعم أن أمره ﷺ بالإفطار خاص بالركب كما فعل الجلال في رسالة له، وقد نبهنا على ذلك في الاعتراضات التي كتبناها عليها وسميناها: "اطلاع أرباب الكمال على ما في رسالة الجلال في الهلال من الاختلال" (٤).

---

(١) في صحيح رقم (٣٤٥٦).
قلت: وأخرجه البزار رقم (٩٧٢ - كشف) والبيهقي (٤/ ٢٤٩) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن عمومة له شهدوا … ثم ذكره.
قال البزار: أخطأ فيه سعيد بن عامر، وإنما رواه شعبة عن أبي بشر عن أبي عمير بن أنس، أن عمومة له شهدوا عند النبي ﷺ.
وقال البيهقي: تفرد به سعيد بن عامر عن شعبة، وغلط فيه، إنما رواه شعبة عن أبي بشر.
(٢) في "العلل" رقم (٦٨٣) حيث قال: "أخطأ فيه سعيد بن عامر إنما هو: شعبة، عن أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومته، عن النبي ﷺ " اهـ.
(٣) تقدم برقم (١٦٢٦) من كتابنا هذا.
(٤) ذكرها تلميذ الشوكاني العلامة محمد بن الحسن الشجني الذماري في كتابه الموسوم "حياة الإمام الشوكاني المسمى: كتاب التقصار في جيد زمان علَّامة الأقاليم والأمصار شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني (ص ١٠٢).
كما ذكرها: د. محمد حسن الغماري في كتابه: "الشوكاني مفسرًا" (ص ٨٢). وذكرها: د. عبد الغني قاسم الشرجبي في كتابه: "الإمام الشوكاني: حياته وفكره" (ص ٢٠٤ رقم ٦).
وذكرها المؤرخ عبد الله الحبشي في ثبت بمؤلفات العلامة: محمد بن علي الشوكاني رقم (١٩) (ص ٦٧) وقال: ذكرها صاحب كشف الظنون (١/ ٩٥).
كما أنني راجعت فهرس المخطوطات في الجامع الكبير الشرقية والغربية، =