للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: "فَاحْجُجْ عَنْ أبيكَ". رواه الدارقطني (١). [حسن]

حديث ابن عباس الآخر أخرجه النسائي (٢) والشافعي (٣) وابن ماجه (٤).

قوله: (إن أمي نذرت .. ) إلخ، قيل: إن هذا الحديث مضطرب لأنه قد روي أن هذه المرأة قالت: "إن أمي ماتت وعليها صوم شهر"، كما تقدم في الصيام (٥).

وأجيب بأنه محمول على أن المرأة سألت عن كل من: الصوم والحجّ.

ويؤيد ذلك ما عند مسلم (٦) عن بريدة أن امرأة قالت: "إن أمي وفيه: "يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: "صومي عنها"، قالت: إنها لم تحج أفأحج عنها؟ قال: حج عنها".

قوله: (قال: نعم)، فيه دليل على صحة النذر بالحج ممن لم يحجّ، فإذا


(١) في سننه (٢/ ٢٦٠ رقم ١١١).
قلت: وأخرجه النسائي (٥/ ١١٨) والطبراني في الكبير رقم (١١٦٠١) من طريق عكرمة.
وابن الجارود رقم (٤٩٨) وابن خزيمة رقم (٣٠٣٥)، وبنحوه النسائي (٥/ ١١٦) من طريق موسى بن سلمة.
والدارقطني (٢/ ٢٦٠ رقم ١١١) والطبراني في الكبير رقم (١١٣٢٣) و (١١٤٠٩) من طريق عطاء.
والطبراني في الكبير رقم (١١٢٠٠) من طريق عمرو بن دينار.
وابن حبان في صحيحه رقم (٣٩٩٢) والطبراني في الكبير رقم (١٢٣٣٢) من طريق سعيد بن جبير، خمستهم عن ابن عباس.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٩٠٤) من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس، ولفظه: جاء رجل إلى النبي فقال: أحجُّ عن أبي؟ قال: "نعم، حُجَّ عن أبيك، فإن لم تزده خيرًا لم تزده شرًا".
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٣/ ١٠): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وسليمان هو ابن فيروز أبو إسحاق، والجملة الأولى، رواها الترمذي في جامعه من حديث أبي رزين وقال: حسن صحيح". اهـ.
وخلاصة القول: أن الحديث حسن، والله أعلم.
(٢) في السنن (٥/ ١١٨) وقد تقدم.
(٣) كما في السنن والآثار (٧/ ١٥ رقم ٩١٤٩).
(٤) في السنن رقم (٢٩٠٤) وقد تقدم.
(٥) عند الحديث رقم (١٧٠٢) من كتابنا هذا.
(٦) في صحيحه رقم (١٥٧/ ١١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>