للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمخابرة (١) مشتقة من الخبير على وزن العليم: وهو الأَكَّار بهمزة مفتوحة وكاف مشددة وراء مهملة: وهو الزراع، والفلاح: الحراث، وإلى هذا الاشتقاق ذهب أبو عبيد (٢) والأكثرون من أهل اللغة (٣) والفقهاء.

وقال آخرون: هي مشتقة من الخَبار بفتح الخاء المعجمة وتخفيف الباء الموحدة: وهى الأرض الرخوة (٤).

وقيل (٥): من الخُبر بضم الخاء: وهو النصيب من سمك أو لحم.

وقال ابن الأعرابي (٦): هي مشتقة من خيبر لأن أول هذه المعاملة فيها.

وفسر أصحاب الشافعي المخابرة بأنها العمل على الأرض ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل.

وقيل: إن المساقاة والمزارعة والمخابرة بمعنى واحد، وإلى ذلك يشير كلام الشافعي؛ فإنه قال في الأم (٧) في باب المزارعة: وإذا دفع رجل إلى رجل أرضًا بيضاء على أن يزرعها المدفوع إليه فما خرج منها من شيء فله منه جزء من الأجزاء، فهذه المحاقلة والمخابرة والمزارعة التي ينهى عنها رسول الله ، اهـ. وإلى نحو ذلك يشير كلام البخاري وهو وجه للشافعية.

وقال في القاموس (٨): المزارعة: المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها ويكون البذر من مالكها.

وقال (٩): المخابرة أن يزرع على النصف ونحوه. اهـ.

قوله: (بشطر ما يخرج) فيه جواز المزارعة بالجزء المعلوم من نصف أو


(١) النهاية (١/ ٤٦٨).
(٢) في غريب الحديث (١/ ٢٣٢) حيث قال: بهذا سمي الأكّار خبيرًا لأنه يخابر الأرض، والمخابرة هي المؤاكرة، وبهذا سمي الأكّار خبيرًا لأنه يؤاكر الأرض.
(٣) لسان العرب (٤/ ٢٢٨) وتهذيب اللغة (٧/ ٣٦٧).
(٤) الصحاح للجوهري (٢/ ٦٤١).
(٥) لسان العرب (٤/ ٢٢٩) وتهذيب اللغة (٧/ ٣٦٦).
(٦) حكاه صاحب اللسان (٤/ ٢٢٨).
(٧) (٥/ ١٨).
(٨) القاموس المحيط ص ٩٣٦.
(٩) أي: الفيروز آبادي في القاموس المحيط ص ٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>