للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك (١).

ويؤيده حديث يعلى بن مرة المشار إليه سابقًا (٢) بلفظ: "أيما رجل ظلم شبرًا من الأرض كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ثم يطوقه يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس".

وحديث الحكم السلمي المشار إليه (٢) أيضًا.

قال الحافظ (٣): وإسناده حسن، ولفظه: "من أخذ من طريق المسلمين شبرًا جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين".

قال في الفتح (٤): ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "يطوقه" يكلف أن يجعله طوقًا ولا يستطيع ذلك فيعذب به كما جاء في حق: "من كذب في منامه كُلِّف أن يعقد شعيرة" (٥).

ويحتمل أن يكون التطويق تطويق الإثم، والمراد به أن الظلم المذكور لازم له في عنقه لزوم الإثم.

ومنه قوله تعالى: ﴿أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ (٦).

ويحتمل أن تتنوّع هذه الصفات لصاحب هذه المعصية، أو تنقسم بين من تلبَّس بها، فيكون بعضهم معذّبًا ببعض، وبعضهم بالبعض الآخر بحسب قوة المفسدة وضعفها، هذا جملة ما ذكر من الوجوه في تفسير الحديث.


= من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "ما بين مِنكبي الكافِرِ مسيرةُ ثلاثةِ أيامٍ للراكب المسرعِ".
(١) انظر فصل في عِظَمِ أهل النَّار وقُبحِهم فيها، من كتاب: "الترغيب والترهيب" (٤/ ٣٨٢ - ٣٨٧).
(٢) تقدما آنفًا.
(٣) في الفتح (٥/ ١٠٤).
(٤) (٥/ ١٠٤).
(٥) أخرج البخاري في صحيحه رقم (٧٠٤٢) والترمذي رقم (٢٢٨٣) وابن ماجه رقم (٣٩١٦) عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله : "من تحلَّم حُلُمًا كاذِبًا كُلِّف أن يعقدَ بين شعيرتين ويعذب على ذلك".
(٦) سورة الإسراء، الآية: (١٣).
وانظر: تفسير ابن كثير (٨/ ٤٤٣ - ٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>