للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المهملة والباء الموحدة يرفعه: "تزاوروا وتهادوا، فإن الزيارة تثبت الوداد، والهدية تذهب السُّخيمةُ" (١).

قال الحافظ (٢): وهو مرسل وليس لزعبل صحبة.

قوله: (فإنما هو رزق ساقه الله إليه)، فيه دليل على أن الأشياء الواصلة إلى العباد على أيدي بعضهم هي من الأرزاق الإلهية لمن وصلت إليه، وإنما جعلها الله جارية على أيدي العباد لإثابة من جعلها على يده، فالمحمود على جميع ما كان من هذا القبيل هو الله تعالى.

قوله: (تطرفه إياه) بالطاء المهملة والراء بعدها فاء. قال في القاموس (٣): الطرفة بالضم الاسم من الطريف، والطارف والمطرف: للمال المستحدث.

قال (٤): والغريب من [الثمر] (٥) وغيره.

قوله: (فيقبلها) فيه دليل على اعتبار القبول، ولأجل ذلك ذكره المصنف.

وكذلك حديث أم كلثوم (٦) فيه دليل أيضًا على اعتبار القبول؛ لأن النبي لما قبض الهدية التي بعث بها إلى النجاشي بعد رجوعها دل ذلك على أن الهدية لا تملك بمجرد الإهداء، بل لا بد من القبول، ولو كانت تملك بمجرد ذلك لما قبضها ؛ لأنها قد صارت ملكًا للنجاشي عند بعثه بها، فإذا مات بعد ذلك وقبل وصولها إليه صارت لورثته.

وإلى اعتبار القبول في الهبة ذهب الشافعي (٧) ومالك (٨) والناصر (٩) والهادوية (٩) والمؤيد بالله في أحد قوليه (٩).


(١) السَّخيمةُ والسَّخيمةُ، بالضمِّ: الحقد. القاموس المحيط (ص ١٤٤٦).
(٢) في "التلخيص" (٣/ ١٥٢).
(٣) القاموس المحيط (ص ١٠٧٥).
(٤) أي: الفيروزآبادي في القاموس المحيط (ص ١٠٧٥).
(٥) في المخطوط (ب): (الثمرة).
(٦) تقدم برقم (٢٤٧٠) من كتابنا هذا.
(٧) البيان للعمراني (٨/ ١١٢ - ١١٣).
(٨) التهذيب في اختصار المدونة (٤/ ٣٤٩ - ٣٥٠).
(٩) البحر الزخار (٤/ ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>