للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن جرير (١): لا يجوز حلق لحيتها ولا عنفقتها ولا شاربها.

قوله: (والمتفلجات) بالفاء والجيم جمع متفلجة، وهي التي تبرد ما بين أسنانها الثنايا والرباعيات، وهو من الفلج - بفتح الفاء واللام -: وهو الفرجة بين الثنايا والرباعيات، تفعل ذلك العجوز ومن قاربها في السنِّ إظهارًا للصغر، وحسن الأسنان، لأنَّ هذه الفرجة اللطيفة بين الأسنان تكون للبنات الصغائر، فإذا عجزت المرأة كبرت سنها فتبردها بالمبرد لتصير لطيفة حسنة المنظر وتوهم كونها صغيرة.

قال النووي (٢): ويقال له: الوشر، وهذا الفعل حرامٌ على الفاعلة والمفعول بها.

قوله: (قُصَّة) (٣) بضم القاف، وتشديد الصاد المهملة، وهو: القطعة من الشعر، من قصصت الشعر: أي قطعته.

قال الأصمعي (٤) وغيره (٥): هو شعر ومقدم الرأس المقبل على الجبهة. وقيل: شعر الناصية.

قوله: (عن مثل هذه) أي عن التزين بمثل هذه القصة من الشعر.

قوله: (إنما هلكت بنو إسرائيل … إلخ) هذا تهديدٌ شديدٌ؛ لأنَّ كون مثل هذا الذنب كان سببًا لهلاك مثل تلك الأمة يدلّ على أنه من أشدِّ الذنوب.

قال القاضي عياض (٦): قيل: يحتمل أنه كان محرَّمًا عليهم فعوقبوا باستعماله وهلكوا بسببه.


(١) انظر: "الفتح" (١٠/ ٢٧٧).
(٢) في شرحه لصحيح مسلم (١٤/ ١٠٧).
(٣) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (٨/ ٢٥٥).
(٤) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (٨/ ٢٥٥).
(٥) قال ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٤٦١): كلّ خصلة من الشعر قصَّة.
وقال الليث: القُصة تتخذها المرأةُ في مقدَّم رأسها تقص ناحيتها عدا جبينها، وقصاصة الشعر نهاية منبته من مقدَّم الرأس.
[تهذيب اللغة (٨/ ٤٥٥)].
(٦) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٦٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>