(٢) سورة البقرة، الآية: (٢٢٣). قلت: ورد في سبب نزول هذه الآية آثار: (منها): ما أخرجه البخاري رقم (٤٥٢٦): عن نافع قال: كان ابن عمر ﵄ إذا قرأ القرآن لم يتكلَّم حتى يفرُغَ منه، فأخذت عليه يومًا فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكانٍ، قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى. إسناده صحيح. قلت: جاءت الرواية في البخاري بإبهام سبب النزول كما تقدم لكنه جاء موضحًا عند غيره كما يأتي: • أخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (٦١١٧): عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر: أن رجلًا أتى امرأته في دُبُرها، فوجدَ في نفسه من ذلك وجدًا شديدًا، فأنزل الله تعالى: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٣]. وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" رقم (٩٥). إسناده صحيح. • وأخرج الطبري في "جامع البيان" رقم (٤٣٢٦) عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قرئ القرآن لم يتكلم. قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٣] فقال: أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت: لا، قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". إسناده صحيح. قلت: وقول ابن عمر: نزلت في كذا، يريد المعنى الذي انتهى إليه منها باجتهاده وفهمه. =