قال البزار: "لا نعلم بهذا اللفظ في الظهار، عن النبي ﷺ إلا بهذا الإسناد، وأبو حمزة لينُ الحديث، وقد خالفه في روايته، ومتن حديثه الثقات في أمر الظهار، لأن الزهريّ رواه عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وهذا إسناد لا نعلم بين علماء أهل الحديث اختلافًا في صحته، أن النبي ﷺ دعا بإناء فيه خمسة عشر صاعًا: وحديث أبي حمزة منكر، وفيه لفظ يدل على خلاف الكتاب، لأنه قال: "وليراجعك" وقد كانت امرأته، فما معنى مراجعته امرأته ولم يطلقها، وهذا مما لا يجوز على رسول الله ﷺ وإنما أتى هذا من رواية أبي حمزة الثمالي". اهـ. وأصل القصة رواها البخاري تعليقًا (١٣/ ٣٧٢): قال: قال الأعمش عن تميم عن عروة، عن عائشة، قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، فأنزل الله على النبي ﷺ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾ [المجادلة: ١]. ووصله النسائي رقم (٣٤٦٠) وابن ماجه رقم (٢٠٦٣) والحاكم (٢/ ٤٨١) من طرق عن الأعمش به. وهو عندهم بسياق أتم، غير أن رواية النسائي قريبة من رواية البخاري في الاختصار. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وخلاصة القول: أن حديث سلمة بن صخر حديث صحيح لغيره، والله أعلم. (١) في المستدرك (٢/ ٢٠٣) وقد تقدم. (٢) في صحيحه رقم (١٩٤٧). (٣) في "المنتقى" رقم (٧٤٤). (٤) في السنن (٥/ ٤٠٦). (٥) الفتح (٩/ ٤٣٢ - ٤٣٣).