• وقال القرطبي في "المفهم" (١/ ٣٢٤) في شرح حديث الطفيل أيضًا: "وهذا الحديث يقتضي: أن قاتل نفسه ليس بكافر، وأنه لا يخلدُ في النار، وهو موافق لمقتضى قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]. وهذا الرجل ممن شاء الله أن يغفرَ له، لأنه إنما أتى بما دون الشِّرك، وهذا بخلاف القاتل نفسه المذكور في حديث جندب، فإنه ممن شاء اللهُ أن يعذِّبه". اهـ. • وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (١/ ٤٠٣) في شرح حديث الطفيل أيضًا: "وفي هذا الحديث غفران الله تعالى لهذا قتله نفسه، وفيه دليل لأهل السنة على غفران الذنوب لمن شاء الله تعالى، وشرح للأحاديث قبله الموهم ظاهرُها التخليد وتأبيد الوعيد على قاتل نفسه، ورد على "الخوارج والمعتزلة" وفيه مؤاخذته بذنبه ومعاقبته، وهو رد على "المرجئة"". اهـ. • وقال الأبي في "إكمال إكمال المعلم" (١/ ٣٧٥) في شرح حديث الطفيل أيضًا: "قلت: لا يقال: كيف يحتج به لجواز المغفرة وهو قد عوقب في يده، لأن عدم العفو عند القائل به موجب لدخول النار وهذا لم يدخلها". اهـ. (١) البخاري رقم (٣٠٦٢) ومسلم رقم (١٧٨/ ١١١). (٢) في سننه رقم (٣١٨٥). وهو حديث صحيح.