للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التأويل في عواصمه وقواصمه (١) من عشر طرق، ونقل الإِجماع أيضًا من طرق أكابر أئمة الآل وأتباعهم على قبول رواية الصحابة قبل الفتنة وبعدها، فالاسترواح إلى الخلوص عن أحاديث المسح بالقدح في ذلك الصحابي الجليل بذلك الأمر مما لم يقل به أحد من العترة وأتباعهم وسائر علماء الإِسلام.

وصرح الحافظ في الفتح (٢) بأن آية المائدة نزلت في غزوة المريسيع (٣) وحديث المغيرة الذي تقدم وسيأتي (٤)، وكان في غزوة تبوك (٥)، وتبوك متأخرة بالاتفاق. وقد صرح أبو داود في سننه (٦) بأن حديث المغيرة في غزوة تبوك، وقد ذكر البزار (٧) أن حديث المغيرة هذا رواه عنه ستون رجلًا. واعلم أن في المقام مانعًا من دعوى النسخ لم ينتبه له أحد فيما علمت، وهو أَن الوضوء ثابت قبل نزول المائدة بالإتفاق، فإن كان المسح على الخفين ثابتًا قبل نزولها فورودها بتقرير أحد الأمرين - أعني الغسل - مع عدم التعرض للآخر وهو المسح لا يوجب نسخ المسح على الخفين لا سيما إذا صح ما قاله البعض من أَن قراءة الجر في قوله في الآية ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ (٨) مراد بها مسح


(١) (١/ ٣٦٩ - وما بعده)
قلت: وانظر رسالة للإمام الشوكاني بعنوان "سؤال وجواب عن عدالة جميع الصحابة هل هي مسلمة أم لا؟ " بتحقيقي.
(٢) (١/ ٣٠٧ - ٣٠٨).
(٣) المُرَيسيع: ماء لبني المصطَلِق يقالُ له: المُرَيسيع، من ناحية قُدَيد إلى الساحل، لقيهم التبي فيه واقتتلوا، فهزم الله بني المصطلق وكانت هذه الغزوة في شعبان سنة ست "السيرة النبوية" لابن هشام (٣/ ٤٠١).
(٤) برقم (٣/ ٢٢٥) من كتابنا هذا.
(٥) تبوك: موضع بين وادي القُرى والشام، وقيل بركة لأبناء سعد بن بني عُذرة؛ وقال أبو زيد: تبوك بين الحِجر وأوله الشام على أَربع مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام وهو حصن به عين. ونخل وحافظ ينسب إلى النبي … " معجم البلدان (٢/ ١٤).
وكانت غزوة تبوك في رجب سنة تسع "السيرة النبوية" لابن هشام (٤/ ٢١٥).
(٦) (١/ ١١٦ وفي ١٦٥).
(٧) ذكره الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٥٨) وعبارته: "ذكر البزار أنه روى عنه من نحو ستين طريقًا، وذكر ابن مندة منها خمسة وأربعين" اهـ.
(٨) سورة المائدة: الآية ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>