للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله قال: "لا تجعلوا على العاقلة من دية المعترف شيئًا". وفي إسناده محمد بن سعيد المصلوب (١) وهو كذاب، وفيه أيضًا الحارث بن نبهان (٢) وهو منكر الحديث.

وقد تمسك بما في الباب من قال: إن العاقلة لا تعقل العمد ولا العبد ولا الصلح ولا الاعتراف.

وقد اختلف في المجني عليه إذا كان عبدًا، فذهب الحكم (٣) وحماد (٣) والعترة (٤) وأبو حنيفة (٥) والشافعي (٦) في أحد قوليه إلى أن العاقلة تحمل العبد كالحر.

وذهب مالك (٧) والليث وأحمد (٨) وإسحاق وأبو ثور إلى أنها لا تحمله.

وقد أجيب عن قول عمر مع كونه مما لا يحتج به لكون أقوال الصحابة لا تكون حجة إلا إذا أجمعوا أن المراد أن العاقلة لا تعقل الجناية الواقعة من العبد على غيره كما يدل على ذلك قول ابن عباس الذي ذكرناه بلفظ: "ولا ما جنى المملوك".


= وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ٣٠١) وقال: فيه الحارث بن نبهان، وهو متروك".
قال الزيلعي في "نصب الراية" (٤/ ٣٨٠): "والحارث بن نبهان: قال ابن القطان: متروك الحديث، قال عبد الحق في أحكامه: ومحمد بن سعيد هذا أظنه المصلوب. قال ابن القطان: وأصاب في شكِّه". اهـ.
(١) محمد بن سعيد بن حسان بن قيس القرشي الأسدي، المصلوب قال أحمد بن حنبل: قتله أبو جعفر في الزندقة، حديثه حديث موضوع.
[الجرح والتعديل (٣/ ٢٦٣/٢) والعقيلي في الضعفاء الكبير (٤/ ٧١)].
(٢) الحارث بن نبهان أبو محمد الجرمي: قال أحمد: رجل صالح، لم يكن يعرف الحديث ولا يحفظه منكر الحديث.
[الميزان (١/ ٤٤٤) والجرح والتعديل (١/ ٢/ ٩١ - ٩٢) والعقيلي (١/ ٢١٧) والتاريخ الكبير (١/ ٢/ ٢٨٤) والكامل (٢/ ٦٠٩)].
والخلاصة: أن حديث عبادة بن الصامت حديث ضعيف جدًّا.
(٣) البيان للعمراني (١١/ ٥٨٩).
(٤) البحر الزخار (٥/ ٢٥٤ - ٢٥٥).
(٥) المختصر للطحاوي (٥/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٦) البيان للعمراني (١١/ ٥٨٨ - ٥٨٩).
(٧) بداية المجتهد (٤/ ٣٢٩) بتحقيقي.
(٨) المغني (١٢/ ٢٧ - ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>