للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أحاديث:

(منها) ما هو بلفظ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٍ، كُلُّ مسكرٍ حَرَامٌ" (١).

(ومنها) ما هو بلفظ: "كل مسكر خمر وكل خمر حرام" (٢).

(ومنها) ما هو بلفظ: "كلُّ شرابٍ أسكرَ فهو حَرَامٌ" (٣).

وهذا لا يفيد المطلوب، وهو كونها حقيقة في غير عصير العنب، أو مجازًا؛ لأنَّ هذه الأحاديث غايةُ ما يثبت بها: أنَّ المسكر على عمومه يقال له: خمر ويحكم بتحريمه، وهذه حقيقة شرعيةٌ لا لغويةٌ، وقد صرّح الخطابي (٤) بمثل هذا وقال: إن مسمَّى الخمر كان مجهولًا عند المخاطبين حتى بيّنه الشارع بأنه ما أسكر. فصار ذلك كلفظ الصلاة، والزكاة، وغيرهما من الحقائق الشرعية، وقد عرفت ما سلف عن أهل اللغة من الخلاف.

قوله: (فجلد بجريدتين نحو أربعين) الجريد (٥): سعف النخل.

وفي ذلك دليل: على مشروعية أن يكون الجلد بالجريد، وإليه ذهب بعض الشافعية (٦).

وقد صرّح القاضي أبو الطيب (٧) ومن تبعه بأنه لا يجوز بالسوط.

وصرّح القاضي حسين بتعين السوط، واحتجّ بأنه إجماع الصحابة، وخالفه النووي في شرح مسلم (٨) فقال: أجمعوا على الاكتفاء بالجريد، والنعال، وأطراف الثياب، ثمَّ قال: والأصحّ جوازه بالسوط.


(١) البخاري رقم (٦١٢٤) ومسلم رقم (٧٤/ ٢٠٠٣) وأحمد (٢/ ١٦) وأبو داود رقم (٣٦٧٩) والترمذي رقم (١٨٦١) وابن ماجه رقم (٣٣٩٥) من حديث ابن عمر.
وهو حديث صحيح.
(٢) مسلم رقم (٧٥/ ٢٠٠٣) وأحمد (٢/ ١٦) وأبو داود رقم (٣٦٧٩) والترمذي رقم (١٨٦١). وهو حديث صحيح.
(٣) البخاري رقم (٥٥٨٥) و (٥٥٨٦) ومسلم رقم (٦٧/ ٢٠٠١) وأبو داود رقم (٣٦٨٢) والترمذي رقم (١٨٦٣) وابن ماجه رقم (٣٣٨٦)، وهو حديث صحيح.
(٤) انظر: "أعلام الحديث" (٣/ ٢٥٩٠ - ٢٠٩١).
(٥) النهاية (١/ ٢٥٢).
(٦) البيان للعمراني (١٢/ ٥٢٧) الروضة للنووي (١٠/ ١٧١ - ١٧٢).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٦٦).
(٨) في شرح صحيح مسلم (١١/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>