للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وفدت على النبي فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر، فقال: "لا شيء له" وفي إسناده ضعف.

وأخرج أبو داود (١) من حديث أبي هريرة: "أن رجلًا قال للنبي : رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضًا من عرض الدنيا، فقال النبي : "لا أجر له فأعاد ذلك مرة أخرى ثم ثالثة والنبي يقول: "لا أجر له".

قوله: (يقاتل شجاعة) في رواية للبخاري (٢) في الجهاد: "والرجل يقاتل للذكر"، أي ليذكر بين الناس ويشتهر بالشجاعة.

قوله: (ويقاتل رياء) في رواية للبخاري (٣): "والرجل يقاتل ليرى مكانه"، ومرجعه إلى الرياء، والمراد بالمقاتلة لأجل الحمية أن يقاتل لمن يقاتل لأجله من أهل أو عشيرة أو صاحب.

ويحتمل أن تفسر الحمية بالقتال لدفع المضرة، والقتال غضبًا لجلب المنفعة.

وفي رواية للبخاري (٤): "والرجل يقاتل للمغنم"، وفي أخرى له (٥): "والرجل يقاتل غضبًا".

والحاصل من الروايات أنَّ القتال يقع بسبب خمسة أشياء: طلب المغنم، وإظهار الشجاعة، والرياء، والحمية، والغضب، وكلٌّ منها يتناوله المدح والذم، ولهذا لم يحصل الجواب بالإثبات ولا بالنفي.

قوله: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، المراد بكلمة الله: دعوة الله إلى الإسلام.

ويحتمل أن يكون المراد به أنه لا يكون في سبيل الله إلا من كان سبب قتاله طلب إعلاء كلمة الله فقط، بمعنى أنه لو أضاف إلى ذلك سببًا من الأسباب المذكورة أخل به.


(١) في سننه رقم (٢٥١٦) وهو حديث حسن.
(٢) في صحيحه رقم (٢٨١٥).
(٣) في صحيحه رقم (٢٨١٠).
(٤) في صحيحه رقم (٢٨١٠).
(٥) أي: البخاري في صحيحه رقم (١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>