للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (معهم العوذ المطافيل) العوذ، بضم المهملة، وسكون الواو، بعدها معجمة: جمع عائذ (١)، وهي: الناقة ذات اللبن، والمطافيل (٢): الأمهات اللاتي معها أطفالها، يريد: أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الإِبل ليتزوّدوا ألبانها ولا يرجعوا حتى يمنعوه، أو كنى بذلك عن النساء معهنّ الأطفال.

والمراد أنهم خرجوا معهم بنسائهم وأولادهم لإِرادة طول المقام، وليكون أدعى إلى عدم الفرار.

قال الحافظ (٣): ويحتمل إرادة المعنى الأعمّ.

قال ابن فارس (٤): كل أنثى إذا وضعت فهي إلى سبعة أيام عائذ، والجمع عوذ، كأنها سميت بذلك لأنها تعوذ ولدها وتلتزم الشغل به.

وقال السهيلي (٥): سميت بذلك وإن كان الولد هو الذي يعوذ بها لأنها تعطف عليه بالشفقة والحنو؛ كما قالوا: تجارة رابحة؛ وإن كانت مربوحًا فيها.

ووقع عند ابن سعد (٦): معهم "العوذ المطافيل، والنساء والصبيان".

قوله: (قد نهكتهم) (٧) بفتح أوله، وكسر الهاء؛ أي: أبلغت فيهم حتى أضعفتهم، إما أضعفت قوتهم، وإما أضعفت أموالهم.

قوله: (ماددتهم) (٨) أي: جعلت بيني وبينهم مدة تترك الحرب بيننا وبينهم فيها.

والمراد بالناس المذكورين: سائر كفار العرب وغيرهم.

قوله: (فإن أظهر فإن شاءوا) هو شرط بعد شرط، والتقدير فإن ظهر عليَّ غيرهم كفاهم المؤونة، وإن أظهر أنا على غيرهم، فإن شاءوا أطاعوني، وإلا فلا تنقضي مدة الصلح إلا وقد جَمُّوا (٩)؛ أي: استراحوا، وهو بفتح الجيم وتشديد الميم المضمومة؛ أي: قووا.


(١) النهاية (٢/ ٢٧٠).
(٢) الفائق (٣/ ٤١) والنهاية (٢/ ١١٦) ومقاييس اللغة ص ٥٩٦.
(٣) في "الفتح" (٥/ ٣٣٨).
(٤) مقاييس اللغة ص ٦٩٣.
(٥) الروض الأنف (٤/ ٣٣).
(٦) الطبقات الكبرى له (٢/ ٩٦).
(٧) النهاية (٢/ ٨١٢).
(٨) النهاية (٢/ ٦٤٣).
(٩) النهاية (١/ ٢٩٤) وتفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (١٩/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>