للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووقع في رواية ابن إسحاق (١) "وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوّة"، وإنما ردَّد الأمر مع أنه جازم بأن الله [تعالى] (٢) سينصره ويظهره لِوعد الله تعالى له بذلك: على طريق التنزّل مع الخصم، وفرض الأمر كما زعم الخصم.

قال في الفتح (٣): ولهذا النكتة حذف القسم الأول، وهو التصريح بظهور غيره عليه، لكن وقع التصريح به في رواية ابن إسحاق (٤)، ولفظه: "فإن أصابوني كان الذي أرادوا".

ولابن عائذ (٥) من وجه آخر عن الزهري: "فإن ظهر الناس عليّ فذلك الذي يبتغون"، فالظاهر أن الحذف وقع من بعض الرواة تأدّبًا.

قوله: (حتى تنفرد سالفتي) (٦) السالفة بالمهملة وكسر اللام، بعدها فاء: صفحة العنق، وكنى بذلك عن القتل.

قال الداودي (٧): المراد الموت؛ أي: حتى أموت وأبقى منفردًا في قبري.

ويحتمل أن يكون أراد أنه يقاتل حتى ينفرد وحده في مقاتلتهم.

وقال ابن المنير (٨): لعله نبه بالأدنى على الأعلى؛ أي: إنَّ لي من القوّة بالله والحول به ما يقتضي أني أقاتل عن دينه لو انفردت، فكيف لا أقاتل عن دينه مع وجود المسلمين، وكثرتهم، ونفاذ بصائرهم في نصر دين الله تعالى.

قوله: (أو لينفذنّ الله) بضم أوله، وكسر الفاء؛ أي: ليمضينّ الله أمره في نصر دينه.

ولفظ البخاري (٩): "ولينفذنّ الله أمره" بدون شك.

قال الحافظ (١٠): وحسن الإِتيان بهذا الجزم بعد ذلك التردد للتنبيه على: أنه لم يورده إلا على سبيل الفرض.


(١) السيرة النبوية (٣/ ٤٢٨).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من المخطوط (أ).
(٣) (٥/ ٣٣٨).
(٤) السيرة النبوية (٣/ ٤٢٨).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٥/ ٣٣٨).
(٦) النهاية (١/ ٧٩٦) والفائق (٣/ ٦٩).
(٧) كما في "الفتح" (٥/ ٣٣٨).
(٨) كما في "الفتح" (٥/ ٣٣٨).
(٩) في صحيحه رقم (٢٧٣١) و (٢٧٣٢).
(١٠) في "الفتح" (٥/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>