للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طولًا، وما بين يبرين (١) إلى السماوة عرضًا، ثم قال لنا: ما روى أبو عبيدة (٢): إن آخر ما تكلم به النبيّ : "أخرجوا اليهود من جزيرة العرب" الخبر.

وأجلى عمر أهل الذمة من الحجاز فلحق بعضهم بالشام وبعضهم بالكوفة.

وأجلى أبو بكر قومًا فلحقوا بخيبر" (٣).

فاقتضى أن المراد الحجاز لا غير، انتهى. ولا يخفى أنه لو كان حديث أبي عبيدة باللفظ الذي ذكره لم يدلّ على أن المراد بجزيرة العرب هو الحجاز فقط، ولكنه باللفظ الذي ذكره المصنف فيكون دليلًا لتخصيص جزيرة العرب بالحجاز، وفيه ما سيأتي.

قال المهدي في "الغيث" (٤) ناقلًا عن الشفاء (٥) للأمير الحسين: إنما قلنا بجواز تقريرهم في غير الحجاز؛ لأن النبيّ لما قال: "أخرجوهم من جزيرة العرب ثم قال: "أخرجوهم من الحجاز"، عرفنا أن مقصوده بجزيرة العرب الحجاز فقط، ولا مخصص للحجاز عن سائر البلاد إلا برعاية أن المصلحة في إخراجهم منه أقوى، فوجب مراعاة المصلحة إذا كانت في تقريرهم أقوى منها في إخراجهم، انتهى.

وقد أجيب عن هذا الاستدلال بأجوبة.

(منها): أن حمل جزيرة العرب على الحجاز وإن صحّ مجازًا من إطلاق


(١) يبرين: اسم قرية كثيرة النخل والعيون العذبة بحذاء الإحساء من بني سعد بالبحرين.
[معجم البلدن (١/ ٧١)].
(٢) أبو عبيدة عامر بن الجراح ، أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٩٥) والدارمي رقم (٢٥٤٠) والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٥٧) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (٢٣٥) و (٢٣٦) والبزار في المسند رقم (٤٣٩ - كشف) وأبو يعلى رقم (٨٧٢) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٤/ ١٢) والبيهقي (٩/ ٢٠٨) من طرق.
وهو حديث صحيح.
(٣) قال محمد بن يحيى بن بهران الصعدي في "جواهر الأخبار والآثار" بذيل البحر الزخار (٥/ ٤٦٠) قال بإثره: "لم أطلع على ذلك، وإنما المأثور: "أن النبي أجلى بني النضير، لحق بعضهم بالشام، وبعضهم بخبير، منهم: حي بن أخطب وبنو أبي الحقيق" والله أعلم.
(٤) تقدم التعريف بهذا الكتاب.
(٥) في شفاء الأوام (٣/ ٥٦٩ - ٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>